هل لديك شك في أهمية فلسفة الشركات ؟
حسناً، دعني أروي لك قصة بداية شركة عالمية، العالم كله يستفيد منها اليوم.
فلسفة شركة جوجل (Google)، اقرأ واحكم بنفسك.
شركة جوجل اليوم ضخمة جداً، فيها أكثر من مئة وعشرون ألف موظف وتقدم أكثر من مائتين وسبعون منتج وخدمة، كل منتج منها عبارة عن شركة كاملة، مقارنة وضعها الحالي بشركتك بشكل مباشر سيكون ظلم، لكن الفكرة التي سوف نستفيد منها، هي إننا نرى بدايات الشركة، ونتعلم منها.
قبل خمس وعشرين سنة، طالبيّ دكتوراه في جامعة ستانفورد قسم علوم الحاسب، مشروعهم كان حول البيانات في صفحات الويب شريط الرسم البياني، في بحثهم وجدوا طريقة لترتيب النتائج (PageRank) بناء على تحليل الترابط بينها، تطور الموضوع وصنعوا من الفكرة محرك بحث جديد يرتب النتائج بحسب أهميتها، وأطلقوا عليه اسم BackRub.
طريقة محرك البحث في ترتيب نتائج البحث كانت مفيدة، بعد فترة غيّروا تسمية الشركة إلى Google، المصطلح مأخوذ من جوجول (googol)، ومعناه الرقم واحد وأمامه مئة صفر، كأنها ترمز إلى أن محرك البحث يقدر أن يوفر لك كميات كبيرة من المعلومات، تطورت الشركة إلى أن وصلت إلى شكلها اليوم.
القصة جميلة، لكن أين الفلسفة في الموضوع ؟
هنا دخلنا إلى صلب الموضوع، أريدك أن تركز على الاسم Google وفكرة كمية المعلومات، ما هي العلاقة ؟
إيمان المؤسِسَين لاري وسيرجي بموضوع إتاحة البيانات للناس، وأنها تساعدهم لاستكشاف وتكوين فهمهم الخاص بالعالم.
كيف تطورت هذه الفلسفة ؟
بدأت الشركة بمحرك بحث يسهل الوصول إلى معلومات صفحات الويب المختلفة، اليوم نرى نفس هذه الفلسفة موجودة على منتجات وتطبيقات جوجل كلها،
خرائط جوجل (Google Maps)، تُرتّب معلومات الأماكن.
كتب جوجل (Google Books)، تجمع الكتب وكل المعلومات الموجودة فيها.
تسوّق جوجل (Google Shopping) يوصلك إلى كل المنتجات أون لاين.
طيران جوجل (Google Flights)يساعدك في الحصول على تذاكر الطيران.
غير المجموعة التي تساعدك أن ترتب بياناتك الشخصية أو بيانات شركتك، مثل البريد (Gmail)، وجهات الاتصال (Google Contacts)، والتخزين (Google Drive) وغيرها الكثير.
عندما تدخل إلى صفحة شركة غوغل، أول شيء سوف تجده مكتوب وبالخط العريض “Our mission is to organize the world’s information and make it universally accessible and useful” .. مهمتنا تنظيم معلومات العالم وتوفيرها للجميع في أنحاء العالم بشكل يفيدهم.
اسم الشركة جوجل (Google) أطلق عام ألف وتسعمائةٍ وثمانية وتسعين، أي قبل ثلاث وعشرين سنة، وكان رؤية وهدف المؤسسين تنظيم المعلومات.
هذه الرؤيا موجودة إلى اليوم، ومكتوبة في صفحات الشركة، ويمكن أن تلاحظها بكل سهولة على كل منتجات الشركة.
وجود فلسفة يؤمن فيها مؤسس الشركة من البداية بشرط أن تكون قابلة للتحسن والتطور طبعاً، دائما تكون محرك رئيسي للمؤسس وفريقه.
كل قرارات الشركة يجب أن تهدف إلى نفس القضية، وهي إيصال الشركة إلى ذات الهدف.