بقلم الدكتور حزام بن سعود السبيعي
سأتحدث اليوم عن الرمحية، وهي قرية من فئة (أ) تقع في محافظة رماح، في منطقة العاصمة السعودية الرياض وتبعد عنها حوالي 100 كم.
وكانت قديماً منهل ماء عذب في حد العرمة من الدهناء حيث تتميز بخليط من التضاريس مثل الجبال والصياهد و الأودية المحاطة بشجر الطلح.
كانت تسمى الرمحية قديماً حفر الرباب ويسمى واديها سلمانين الذي يصب في الدهناء شمال رماح.
وكانت مكانتها مهمة مع رماح لأنهما بوابة الدهناء نحو البصرة و الأحساء أو القادم منهما حيث تعتبر ممر واستراحة لقوافل التجارة إلى مكة.
وقد استقر على الرمحية الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية وذلك للتواصل مع قبائل البادية واقناعهم بدفع الزكاة له.
كما استقر بها عبد الله بن ثنيان، الأمير الخامس للدولة السعودية الثانية، واستقبل في إقامته زعماء القبائل، كما ذكرت المصادر مثل مقاتل من الصحراء.
وقد مر الرحالة البريطاني ويلفرد كيسنجر في عام ١٩٤٥م على الرمحية أثناء رحلته في الجزيرة العربية والتقط صوراً لعدد من أفراد فخذ الجبور من قبيلة سبيع وصوراً أخرى لعدد من قبيلة السهول كانوا ينهلون الماء من آبارها.
وكان المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله يعسكر بالقرب من الرمحية ويلعب العرضة النجدية مع رجاله قبل المعارك في مكان سُمي “قري العرضه” نسبة لذلك.
وقد ذكر هذه المعلومات رئيس مركز الرمحية الأستاذ سلطان بن جفيران لقناة ياس الإماراتية.
وهناك شبكة طرق حديثة تربط الرمحية بطريق بويب إلى الرياض وكذلك بطريق رماح إلى المنطقة الشرقية والخليج وطريق الصمان إلى شمال شرق المملكة والكويت.
وكانت الرمحية من أوائل القرى التي اهتمت بالتعليم.
وكانت المدرسة مفتوحة للبنين والبنات على حد سواء، ابتدأت بالصف الأول ويتم إضافة كل عام صف جديد.
وقد وثقت صحيفة الشرق الأوسط ذلك
http://archive.aawsat.com/print.asp?did=256735&issueno=9431
وفي فصل الربيع يخيم الأهالي في الصياهد الشمالية ومعهم خيمة المدرسة.
وفي العهد السلماني انتقلت الرمحية إلى العالمية وذلك باختيار مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في صياهدها الشمالية.
والذي أدخلها في حراك ثقافي وسياحي واقتصادي ورياضي طيلة فعاليات المهرجان والذي يقام سنوياً برعاية الملك سلمان و سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.
ومن هذا الحراك إنشاء فندق انوفا في الرمحية بخدمات متكاملة لاستقبال زوار مهرجان الملك عبدالعزيز للابل.
ويضم الفندق: مقهى، جلسات خارجية وداخلية، قاعة أفراح ومناسبات، قاعات اجتماعات.
ومن هذا الحراك الذي أثر على الرمحية تلك الفعاليات الثقافية في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل والتي يحضرها الآلاف من المواطنين والمقيمين والزوار.
وقدّمت الرمحية العشرات من الكفاءات المؤهلة الذين ساهموا في نهضة هذا الوطن من حملة الدكتوراه والطيارين والعسكريين والأدباء من الشعراء وغيرهم.
وفي مقدمتهم صاحب المعالي الدكتور فلاح بن فرج بن جلبان السبيعي مدير جامعة نجران وعضو مجلس الشورى السابق.
سلسلة هذه التغريدات عن الرمحية هي جزء من رد المعروف لهذه القرية الجميلة التي تخرجت من مدرستها الابتدائية.
وتملك الحبل المربوط في قلبي الذي يجرني لها كلما ابتعدت عنها.
