عِبرٌ من قصة سليمان عليه السلام.
سورة النمل مكية عدد آياتها ثلاث وتسعون.
ذكر فيها عدد من الأنبياء منهم موسى، سليمان، داوود، صالح، لوط عليهم السلام.
سنذكر الٱن بعضاً من قصة سليمان،
ونسلط الضوء على سليمان النبي، الغني، الثري، التاجر، الذي سُخِّرَ له كل شيء.
ورث من داوود نبوته، وعلمه، وملكه دون سائر أولاده.
وأُعطي لسليمان ما أُعطي داوود من المُلك، وزِيدَ له تسخير الريح وتسخير الشياطين.
“وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ” سمى صوت الطير منطقاً لحصول الفهم منه.
كما أنه أيضاً يفهم كلام الناس، “وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ”.
وفي آخر الآية ذكرَ أن الزيادةَ الظاهرة على ما أُعطي عن غيره هي من الفضل المبين، دائماً سليمان عليه السلام يذكر فضل الله ولا تغره قوته، يدرك ويعلم كلَّ العلم أن كل شيء بفضل الله.
ثم عندما مرّ على النمل وسمع كلامها “قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه…”
دائماً الشكر والحمد في ذكر سليمان، فسخر ما آتاه الله لنصرة دين الله وعبادته كما في قصة ملكة سبأ.
أرسلت إليه هدية تختبره إذا كان ملك أم نبي؟
فإن كان ملكاً قبل الهدية وانصرف، وإن كان نبياً لم يقبل الهدية، ولا يرضيه إلا أن نتبعه على دينه، فردَّ “فما أتاني الله”، أعطاني الله من النبوة ثقة في الله ثم ثقة في النفس.
ثم لما رأى عرشها مستقراً عنده، قال هذا من فضل ربي
فلما رأته حسبته لجة ، وكشفت عن ساقيها، أي بنوا قصراً من زجاج وأجرى من تحته الماء فكان الشخص إذا رآه ظنه ماء.
كشفت عن ساقيها لتخوضه، فوجدته مُمرداً من قوارير يدل على إتقان العمل بكل دقة، لدرجة أنها ظنّته ماء “قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين”.
لاحظنا فوائد كثيرة من قصة سليمان:
١- أنه كثير الشكر والحمد لله والله زاده أكثر وأكثر، مُصدّقاً لقول الله “ولئن شكرتم لأزيدنكم”
ذَكر الحمد والشكر في مواضع كثيرة لكل غني، تاجر، مسوق، ثري، لذلك أكثِرْ من الحمد والشكر فكل ما أنت عليه هو من فضل الله وحده.
٢- أنه قيادي وشخصية متمكّنة من ترتيب الحكم والأعمال، وأعطى كل خلقٍ من خلق الله مهنة يتقنها ويبدع فيها، مثل الطير جاء بالخبر من سبأ.
٣- الأعمال التي يديرها متقنه وبجودة عالية، هذا يدل على أهمية إتقان العمل مهما كان.
نهج الأنبياء هذا يدل على ثقته بنفسه ثم بعمله.