أصغرُ شخصِ حكمٍ عليهِ بالإعدامِ .
بدأتْ القصةُ في ظهيرةِ يومِ الرابعِ والعشرينَ منْ مارس عامَ ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعٍ وأربعينَ، في بلدةٍ منعزلةٍ في كارولينا الشماليةَ بالولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ ، حينَ استقلّتْ كل منْ بيتي وماري الدراجةَ وخرجتا لقطفِ بعضِ الوردِ، وفي طريقهما، مرتْ الفتاتانِ على بيتِ أسرةٍ ستني وهيَ أسرةٌ سوداءُ فقيرةٌ، وشاهدتا جورجْ ستني وشقيقتهَ كاثرينا ستني خارجَ المنزلِ .
بعدُ ساعاتٍ، انقلبتْ المدينةُ الصغيرةُ إلى رجالٍ يحملونَ مشاعلَ ويبحثونَ عنْ الفتاتينِ ، ولكنْ بلا جدوى ، وفي حواليْ الساعةِ السابعةِ والنصفِ صباحاً، لمحَ بعضُ الرجالِ آثارَ أقدامٍ في طريقٍ ضيقٍ على حافةِ المدينةِ.
ثمَ بعد مسافةٍ ليستْ بالكبيرةِ ، لاحتْ لهما الدراجة، وأخيراً عثروا على جثتينِ لفتاتنينِ عليهما آثارُ كسورٍ ورضوضٍ ، وقدْ قتلوا بوحشيةٍ .
قيّدتْ الشرطةُ الطفلَ جورجْ ستيني ذو الأربعة عشرَ عاماً، وأخيهِ الأكبرِ جوني ، لاحقاً أُفرجَ عنْ الشقيقِ الأكبرِ، وبقيَ الطفلُ جورجْ محتجزاً في السجنِ ، أُلقيتْ عليهِ تهمةُ قتلِ فتاتينِ لهما بشرةٌ بيضاءٌ، ضربهما على رأسيهما بوحشيةٍ بقطعةِ حديدٍ، منْ تلكَ القطعِ التي تستخدمُ في السككِ الحديديةِ .
حسبَ ما كتبَ عنْ القضيةِ ، فقدْ اعترفَ جورجْ أنهُ كانَ يرغبُ في ممارسةِ الجنسِ معَ بيتي ، وكانتْ الطريقةُ الوحيدةُ لذلكَ هيَ التخلصُ منْ ماري ، ولكنْ نظراً للمقاومةِ التي أبدتها بيتي ، فقدْ قررَ قتلها هيَ الأخرى .
نتيجةُ العنصريةِ وما حدثَ منْ قِبلِ ابنهِ فُصلَ جورجْ الأبِ منْ عملهِ وأُجبرتْ الأسرةُ كلها على مغادرةِ المدينة.
وفي الساعةِ الثانيةِ والنصفِ يومِ واحدٍ وعشرينَ منْ أبريلَ في نفسِ السنةِ بدأتْ المحاكمةُ.
وقبلَ الساعةَ الخامسةَ توصلتْ هيئةً المحلفينَ إلى قرارٍ يرى في جورجْ مذنباً، ولا يستحقُ الرحمةَ ، وقررَ القاضيُ على الفورِ إعدامَ جورجْ عنْ طريقِ الكرسيِ .
لمْ يكنْ هناكَ شهودُ نفيٍ، ولمْ يكنْ هناكَ استئناف، فأسرةُ جورجْ لا تستطيعُ تحمّلَ نفقاتِ المحامي، بعضُ المنظماتِ والكنائسِ طلبتْ منْ أولينَ تولماجْ ، حاكمُ الولايةِ ، التدخلُ لوقفِ حكمِ الإعدامِ .
أُدينَ جورجْ بتهمةِ القتلِ وحكمَ عليهِ بالموتِ صعقاً بالكهرباءِ، وأُعدمَ يومَ السادسَ عشرَ منْ يونيو .
بهذا الحكمِ دخلَ جورجْ ستني الابن التاريخِ . لكونهِ أصغرَ شخصٍ يُصدرُ عليهِ حكمَ بالإعدامِ في القرنِ العشرينَ .
كانتْ أحزمةُ الكرسيِ الكهربائيِ كبيرةً جداً على جسدهِ الضعيفِ ، ذكرتْ الصحفُ في ذلكَ الوقتِ أنهُ كانَ عليهِ أنْ يجلسَ على الكتبِ للوصولِ إلى غطاءِ الرأسِ .
وبعدُ سبعينَ عاماً منْ إعدامِ ستني ، تقدمتْ عائلتهُ بطلبٍ إلى المحكمةِ لإعادةِ إجراءاتِ المحاكمةِ منْ جديدٍ . وذكرَ أقاربُ ستني ، أنَ هدفهمْ منْ إعادةِ المحاكمةِ ، هوَ تبرئتهُ ، مضيفينَ ” بالطبعِ ليسَ منْ الممكنِ استعادتهُ مرةً ثانيةً ، لكنهُ كانَ بريئا ، لذلكَ أردنا أنْ نثبتَ تلكَ البراءةِ ” .
وأوضحتْ شقيقتهُ ( تسعُ وسبعونَ عاما ) ، أنَ شقيقها بريءٌ منْ تلكَ التهمةِ التي أُعدمَ بسببها ، مشيرةً إلى أنَّ أخيها كانَ برفقتها في الوقتِ الذي وقعتْ فيهِ الجريمةُ ، أشارتْ إلى أنَ الشرطةَ كانتْ تبحثُ عنْ قاتلِ الطفلتينِ ، ولما تعذرَ عليها العثورُ عليهِ قدمتهُ كبشَ فداء.
أما محامي العائلةِ (مات بورغسْ) فقالَ في هذا الشأنِ ” نحاولُ تصحيحُ خطئٍ مضى على ارتكابهِ سبعونَ عاماً ” ، مشيرا إلى أنَ المحكمةَ هيَ التي تملكُ قرارَ فتحِ التحقيقِ في تلكَ القضيةِ منْ جديدٍ .
في عامِ ألفينِ وأربعةٍ ، بدأَ جورجْ فريرسونْ – وهوَ مؤرخٌ محليٌ – بحثهُ في القضيةِ بعد قراءةِ مقالٍ صحفيٍ حولَ هذا الموضوعِ . واهتمَ محاميانِ آخرانِ منْ ساوث كارولينا يُدعانِ ستيفْ ماكنزي وماتَ بيرجيسْ بالقضيةِ .
بالإضافةِ إلى ذلكَ ، ساهمَ رأيُ براونْ والمحامي جيمسْ مونْ وغيرهمْ بالأبحاثِ ومراجعةِ الوثائقِ التاريخيةِ ، ووجدوا شهودا وأدلةً للمساعدةِ في تبرئةٍ ستني .
ومنْ بينِ الذينَ ساعدوا القضيةُ ” مشروعَ الحقوقِ المدنيةِ والعدالةِ التصالحيةِ ” ( CRRJ ) التي قدمتْ مذكرةً إلى المحكمةِ في عامِ ألفينِ وأربعةِ عشر . لقدْ سعى محامو فريرسونْ و ” المصلحةُ العامةُ ” أولاً إلى الحصولِ على إعفاءٍ منْ خلالِ مجلسِ العفوِ في كارولينا الجنوبيةَ.
تمَ تبرئتهُ في عامِ ألفينِ وأربعةِ عشر، عندما قضتْ المحكمةُ بأنهُ لمْ يتلقى محاكمةً عادلةً.
وقدْ اعترفتْ المحكمةُ التي حكمتْ ببراءةِ الطفلِ بمدى الظلمِ الذي تعرضَ لهُ “ ستينيّ ” ، بسببَ عنصريةِ المجتمعِ الأمريكيِ آنذاكَ ، فقدْ كشفتْ المحكمةُ أنَ حكمَ الإعدامِ صدرَ بعدَ أقلَ منْ ثلاثِ ساعاتٍ ، ونفذَ خلالَ أقلَ منْ ثلاثِ شهورٍ ، وكانَ “ ستينيّ ” فيها معزولاً عنْ أيِ تواصلٍ معَ أفرادِ أسرتهِ ، أوْ محامي دفاعٍ .
صدرتْ عدةَ أفلامِ منها 83 day .