معضلة التواصل
بقلم فهد العلي.
نحن نغرد، ونحب ونشارك – ولكن ما هي عواقب اعتمادنا المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي؟ يكشف المطلعون في وادي السيليكون عن كيفية قيام وسائل التواصل الاجتماعي بإعادة برمجة الحضارة.
يخاطب الفيلم أي شخص يستخدم منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الشهيرة، وعلى رأسها: فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغوغل وإنستغرام، وغيرها؛ لذا إذا كنتم من بين هؤلاء، ممن يستيقظون وينامون من دون أن يفارقهم هاتفهم لا تترددوا أبداً في مشاهدته على الفور.
الفيلم مبني على المعلومات الداخلية وشبه الخطيرة التي يقدمها مبرمجون ومصممون اعتادوا العمل في تلك الشركات الضخمة، بل وأشرفوا على تطوير تقنيات من شأنها جذب أكبر قطاع ممكن من البشر، قبل أن يكتشفوا وقوعهم هم أنفسهم في فخ إدمان تلك المواقع وعدم قدرتهم على الاستغناء عنها.
وهو ما دفع بعضهم لمحاولة إيجاد حل، أو على الأقل توعية المهووسين بتلك المنصات بالضرر البالغ الذي تحدثه في حياتهم، إيماناً منهم بأن التغيير لن ينتج إلا إذا حدث ضغط جماهيري يهدد المكاسب المادية الطائلة التي يجنيها أصحاب تلك الشركات.
أنت السلعة الأساسية.
إحدى النقاط التي طرحها العمل، أن الشركات لا تحصل على أرباحها لقاء بيع المنتجات والإعلانات مباشرة فقط، بل عبر بيع المستخدمين أنفسهم، أو بمعنى أدق بياناتهم والمعلومات التي يجمعونها عنهم، وهو ما يحدث بصورة غير صريحة.
ثبت أنه مع الوقت ينتج عنه تغيير نمط سلوك المستخدمين من دون انتباههم، مما يجعله التأثير الأسوأ وغير المتوقع على الإطلاق، خاصة أنهم يستطيعون من خلاله تمرير الأفكار المتطرفة أو المؤثرة كما يشاؤون.
الطريقة المثالية لصنع المعزولين.
من الطرق الملتوية التي تتبعها تلك الشركات أيضا للتأثير على المستخدمين، تعمد تعريضهم لأشخاص وأخبار يشاركونهم الاهتمامات والآراء نفسها، من دون عرض الرأي الآخر، مما يجعلهم مع الوقت متعصبين أكثر إلى آرائهم، معتقدين أنها الأصح والأكثر اتباعاً، وأن الآخرين محض سذج وأغبياء أو ربما كانوا متطرفين، مما يزيد انتشار جرائم الكراهية بالتبعية والإشاعات