philosophy

لكل من يمر بمصائب

لكلّ من يمرُّ بمصائب

بقلم جويل.

إذا أنت شخص يمر الآن بمصائب وابتلاءات فهذا المقال لك. 

أتكلم اليوم عن التابعيّ عروة بن الزبير. هذا التابعيّ تجاوز مرحلة الرضا عن المصائب، ووصل لمرحلة الحمد على المصائب. 

في يوم من الأيام كان عروة رضي الله عنه متجهاً من المدينة إلى دمشق مسافراً، وهو في منتصف الطريق لاحظ أن قدمه فيها بعض من الجروح وكانت تؤلمه.

لكنه تجاهلها وأكمل الطريق، وللأسف جُرحه صار يكبر ويزداد ألماً. إلى أن وصل عروة إلى دمشق، وقتها وصلت الجروح تقريباً إلى الركبة، و الساق كلها مجروحة.

لمّا وصل هناك ودخل عند أحد من أصحابه، 

نظر صاحبه إلى رجل عروة وانصدم.

وسارع إلى استدعاء الأطباء بأسرع وقت ممكن، لكي يكشفوا على رجل عروة رضي الله عنه، وللأسف عندما كشفوا عليه تبيّن أنه مصاب بمرض (الاكلا أو بمسمى ثاني غرغرينا).

بعد أن أخبره الأطباء قالوا له: يجب أن نعالج رجلك بأسرع وقت ممكن، ويجب أن نبتر لك رجلك ونبدأ بمعالجتها الآن. 

حزن عروة لهذا الخبر وسلّم أمره لله. 

حينها جاء الأطباء وقالوا: حان الآن وقت العملية. 

في قديم الزمان لم يكن يوجد مخدر، لكي لا تشعر بآلام العملية.

لذلك قالوا له: ياعروة اشرب من هذا الكأس، وكان هذا الكأس مليء بالحْمر، لكي لا يشعر بالألم أثناء العملية. رفض عروة وقال: إذا أردتم قطع رجلي اقطعوها وأنا أصلي، لأنه إذا خشعت لن أشعر بأي شيء في الدنيا.

وبالفعل سمح له الأطباء أن يصلّي، وبتروا رجله، ومن قوة الألم الذي شعر فيه عروة أغمي عليه، وبنفس الوقت الذي كان عروة مغمى عليه، أحبُّ ابن له من أبنائه السبعة توفي، وهنا الابتلاء أصبح ابتلائين. عندما أفاق عروة من الإغماء أتى الناس يعزونه على فقده لرجله، وبنفس الوقت أخبروه بفقدان أحب أبنائه إليه.

 رفع عروة يديه وقال:( اللّهم لك الحمد، كانت لدي أربعة أطراف. أخذت منهم واحدة وأبقيت ثلاثة. 

وكان لي سبعة أبناء، أخذت منهم واحداً وأبقيت ستة ).

هكذا عروة رضي الله عنه كان رمزاً عظيماً للصبر، وتقبل القدر خيره وشره.

Unable to load Tweets

أخر الإصدارات