بقلم هائم
الحفرة الأكثر غموضاً ورعباً في العالم والتي تحدثت عنها النصوص الدينية والأحاديث النبوية.
هل هي حقاً سجن للجن؟
بئر برهوت أو كما يقال لها “قعر جهنم” أسطورة نائمة في البئر الموحش المترامي لوادي برهوت بحضرموت اليمن.
قيل هي أبغض البقاع إلى الله ومنها سيكون دمار الأرض.
تبلغ مساحة اتساع الفجوة أكثر من مئة متر مربع، وعمقها أكثر من مئتين وخمسين متراً. ولا يستطيع أحد النظر إلى داخلها إلا عندما تكون أشعة الشمس متعامدة تماماً مع الفجوة، تسكنها الحمائم البيضاء والأفاعي الكبيرة النادرة.
ومن الأساطير التي يقولها القاطنون في المنطقة، أن هذه البئر حفرها ملوك الجن من أجل أن تكون سجوناً لهم، يضعون فيها من يخالفهم أو يعصيهم، واستدلوا على صحة هذ الخرافة بالظلمة الحالكة في قاع البئر أحياناً في النهار، والغازات والأبخرة التي تتصاعد أحياناً من قاع هذه البئر.
وهناك روايات تؤكد أن أحد ملوك الدولة الحميرية القديمة استعان بالجن في حفر هذه البئر، من أجل إخفاء كنوزه، وعندما مات الملك استوطن أتباعه من الجن البئر، ولهذا السبب أطلق عليها “برهوت”. حيث إن اسم برهوت في اللغة الحميرية القديمة معناه أرض الجن أو مدينة الجن.
وأضاف: “بدأت أتساءل: هل ما أشاهده وأسمعه هو حقيقة واضحة أم أنني في حلم من أحلام اليقظة الوردية؟ إلا أننا سرعان ما تنبهنا أننا أمام ظاهرة حقيقية وطبيعية موجودة في منطقة قاحلة لا ماء فيها ولا خضرة، على الرغم من أننا سمعنا هدير الماء المتدفق، وكأنه شلال في باطن هذه الصحراء”.
وتعددت الروايات المتداولة بين أصحاب المنطقة حول البئر. و سأعرض لكم اثنين فقط منها.
الرواية الأولى: عن امرأة كانت ترعى الأغنام وضعت ابنها الرضيع في مهده على مقربة من البئر فاختفى فجأة.
الرواية الثانية: الأكثر رعباً، أنه في زمن مضى مرّت على الناس فترة جفاف وجدب، فأدلوا برجل في البئر ليأتيهم بالماء، وحينما وصل منتصف البئر بدأ يصرخ “أخرجوني” وعندما رفعوا الحبل المربوط به لم يجدوا غير رأسه.
الأحاديث النبوية والنصوص الدينية:
قال رسول الله ﷺ: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم، وشرّ ماء على وجه الأرض ماء برهوت، بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام، يصبح يتدفق، ويمسي لا بلال بها».
كما رُوِيَ عن علي بن أبي طالب قوله أن: «أبغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت بحضرموت فيه بئر ماؤها أسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار».
وذكر الأصمعيّ عن رجل حضرمي أنه قال: إنا نجد من ناحية برهوت رائحة منتنة فظيعة جداً فيأتينا الخبر أن عظيماً من عظماء الكفار مات.
ولقد ذكرها الإمام الشافعي في مذهبه، حيث قال أنَّ الماء المكروه ثمانية أنواع: المشمس، وشديد الحرارة، وشديد البرودة، وماء ديار ثمود إلا بئر الناقة، وماء ديار قوم لوط، وماء بئر برهوت، وماء أرض بابل، وماء بئر ذروان.
وقد يربط البعض بداية نهاية العالم ببئر برهوت مستدلين بالحديث:
من المحاولات الحديثة لاكتشاف البئر ما قام به أشخاص من شركة خط الصحراء، حيث تم ربط أحد موظفي الشركة بحبل من أجل أن ينزل إلى قاع البئر، وربط الرجل بحبل ومعه كاميرا فيديو لتصوير عملية النزول وتمت عملية النزول تدريجياً حتى تم النزول الى مائة متر من البئر.
حينها طلب هذا الموظف أن يتم رفعه بسرعة، وعندما سُئل بعد خروجه عن سبب صراخه قال: رأيت حلقة البئر وكأنها ستغلق علَيّ، وعندما أرادوا مشاهدة ما تم تصويره بواسطة الكاميرا، صدموا عندما رأوا أن ما تم تصويره هو ظلام دامس، رغم أن وقت النزول كان الوقت المناسب لمشاهدة البئر بوضوح.