هناك أنواع مخدّرات غريبة للغاية، بعضها تعيش المستخدم تجربة تحاكي الموت، والخروج من الجسد، وبعضها تحول الأشخاص لحظيًّا لمصاصين دماء، وغيرها أشياء أخرى أغرب بكثير… تابعوا السرد
مخدر DMT
قبل لا أشرح طبيعة هذه المادّة.. ركز إن الكلام اللي راح تقرأه عن تأثيره وايش يسوي لمستخدميه هو كلام واقعيّ.
اسم المادّة طبيًّا (Dimethyltryptamine) واختصاره DMT، وبمجرد ما يتم تدخينه أو حقنه ينتقل الشخص إلى تجربة بعيدة عن هذا العالم يلاحظ فيها هلوسات عميقة ومكثفة.
أولًا.. يأخذ المستخدم الجرعة.. وبعد دقائق فقط يدخل التجربة.. يبدأ مفعول المادّة بتشويش بصر المستخدم، وبعدها يبدأ كل شيء يختفي من أثاث أو أجسام، كأنه ينتقل من عالم إلى آخر، أو من بُعدنا الحاليّ إلى بُعد آخر.. وتبدأ الأصوات من حوله تختفي. كل ما نصفه بالـ “واقع” يبدأ يتحلل ويتفكك.
بعدين راح يلاحظ أن حواسه بدأت تستشعر أصوات لأول مرة في حياته يسمعها، وراح يشوف أشكال هندسية منظمة وغريبة ما مرّت عليه، ألوان جديدة غير موجودة بعالمنا. البعض ادعى انه خلال التجربة رأى الجحيم، والبعض شعر وكأنه بالجنة، واخرون ذهبوا بعيدًا في السماء وظهرت لهم نسخ معيبة من الفضاء.
الأمور راح تكون أكثر غرابة إذا أخذ المتعاطي جرعات DMT زيادة، لأنه راح يلتقي مع مخلوقات غريبة، البعض يعتبرهم أشباح أو جن أو أرواح، واحيانًا تكون مخيفة أو ملائكية وذات مغزى يزعم الكثير إن هذي الرؤى كانت تبعث لهم رسالة مثل السلوكيات السيئة التي ينبغي أن تتوقف أو اشياء اخرى عميقة.
بعد رؤية الكائنات الغريبة واستكشاف عالم غريب بألوانه وأشكاله.. كثير من المستخدمين يعبّرون عن وصولهم إلى نقطة النهاية تبعث كل هذي الأشكال ومن ثم يفيق الشخص
يعاني معظمهم بعد الاستفاقة من صعوبة لوصف التجربة من غرابتها.
من الأشياء الغريبة جدًا هو تغير الإحساس بالوقت، اغلب إلمتعاطين يشعرون أنهم عاشوا لسنوات وربما لعقود في هذا العالم الغريب. وأثر الـDMT يستمر لنصف ساعة فقط في عالمنا الحقيقيّ، لكن متعاطيه يعيش عشرات السنوات.. ويستثمر في عالمه الخياليّ.. ثم يستيقظ ويستدرك أنها لم تمرّ سوى 30 دقيقة.
بالرغم من أن التجربة اللي يمر فيها مستخدم الـDMT مصنّفة علميًّا كهلاوس.. إلا أنه معظم اللي جربوا المادّة حسوا انهم عاشوا داخل رحلة وجود حقيقية
تغير فيها الإحساس بالزمان والمكان وكأنّ الروح قد خرجت من الجسد، تجربة بمثابة تغيير للحياة على هذا الكوكب
بل إن الرحلة التي يرسل DMT الشخص إليها، كانت رحلة واحدة عند الكثير من الأشخاص فبعضهم كان يشوف نفس الأشكال والمخلوقات الي شافها غيره، بمعنى إن هذه الهلاوس كأنها اشياء حقيقية موجودة بأبعاد أخرى، ولهذا يراها مختلف الأشخاص بنفس الرؤية والأوصاف
الـDMT كان يُستخدم قديمًا من قبائل أمريكا الجنوبية من خلال عدة نباتات بغرض ممارسة الشعائر الدينية
والأن اصبح ممكن تصنيع هذي المادة وتعاطيها عن طريق الحقن/التدخين. المخدّر غير قانونيّ ، وهو مسموح في بعض الدول من أجل البحث العلميّ
هنا راح يبدأ تويست الماورائيات بعض الأقوال قالت إن الـDMT دليل على الروح، وهو «جزيء الروح»، لأنه موجود في معظم الكائنات الحية وموجود في دماغ الإنسان لكن للآن لا نفهم أهميته. ولذلك يذكر كمادة (substance) وليس كمخدر (drug) وربما تنشيط هذي المادة من خلال تعاطيها ينقل الوعي للروح!
دراسات وبحوث حاولت فهم آلية عمل الـDMT في الإنسان، وتوجد بعض الارتباطات الغريبة.. قالوا إن هذه المادة تفرز في 3 تجارب:
-الولادة
-الاحلام
-الموت (أو لحظات الاقتراب من الموت كالحوادث أو توقف القلب مؤقتًا)
وفي هذي اللحظات أساسًا يتغير الوعي، وهذا يخلي البعض يربط المادة أكثر بالروح
مصدر إفراز هذي المادة غير معلوم تمامًا، يٌقال انها تفرز من الغدة النخامية أو من الغدة الصنوبرية والمُلفِت أن مكان الغدة الصنوبرية بالدماغ كان موضع تبجيل في بعض المعتقدات وكان يشار لها بمركز الروح! والرابط مشروبات الـDMT قديمًا كانوا يشربونها أثناء الطقوس المقدّسة
في العلم الحديث إكتشفنا ان الغدة الصنوبرية مرتبطة مع النوم! والأبحاث مازالت قائمة في محاولة فهم ماهيّة هذه الغدة المعقّدة
لكن هل يكون فعلًا الـDMT هو جزيء الروح؟ وتنشيطه يفصل وعينا من واقعنا وننتقل لوعي الاقتراب من الموت وعالم الأحلام؟ أو هو مجرّد خيالات/هلاوس عشوائيّة؟
موضوع الـDMT معقد وطويل، وإذا جذبك.. تفضّل وشاهد وثائقي (DMT THE SPIRIT MOLECULE (2010
ولو كانت تجربة هذه المادّة خياليّة فبعد انتهائها قد يستمر المستخدم برؤية الهلاوس والأعراض المذكورة سابقًا، مع التوضيح بأنه قدّ يؤثر بشكل لأننا مازلنا لا نملك بحوث علميّة كافيّة للتأكد من أمانه.
