تجربة هاري هارلو

نظرية هاري هارلو

بقلم مشاعل الثمالى

مهمة لكل مربي، سيكون الموضوع مدعّماً بالصور.

مستعدين لقصة اليوم؟

هذه نظرية قام بها عالم اسمه هاري هارلو. أخذ قرداً صغيراً ولد حديثاً من عند أمه، وأجرى عليه تجربة مهمة، تعالوا نشاهدها،

ونتعلم منها درساً مهماً جداً.

الفكرة أنهم أخذوا جنين القرد فور ولادته مباشرةً، لكي لا يعرف أمه الأصلية، وأجروا عليه تجربة لمعرفة هل الأم التغذية الجسدية أم التغذية العاطفية؟

أدخله إلى قفص فيه نموذجين من الأمهات، طبعاً كلها آلية لكن تعالوا نرى الفارق بينهم.

الأم الاولى: مهمتها فقط تأمين التغذية الجسدية (غذاء فقط) وخالية تماماً من التغذية العاطفية.

الأم الأولى ملامحها جامدة جداً، جسمها عبارة عن معدن خشن ومزعج لكنها تؤمن الغذاء، أوصلوا بها رضاعة تمد الطفل بالحليب، إذ كأنها أم توفر الغذاء.

الأم الثانية: مهمتها تقديم التغذية العاطفية (جسد دافئ وناعم، ووجه مبتسم ومريح) ولكن بلا تغذية جسدية.

الأم الثانية ملامحها دافئة ومبتسمة وقريبة من القلب، وجسمها مغطّى بالفرو وناعم جداً. 

تتوقعون لأيّ أم سوف يتجه؟

التجربة أسفرت عن نتيجة مهمة، أنه قضى وقتاً أكثر مع الأم التي تقدم التغذية العاطفية، ويذهب للأم التي تقدم التغذية الجسدية عند حاجته فقط، ويعود سريعاً للأم الحنونة ليلعب معها ويحضنها.

أول ما أن أدخلوه إلى القفص توجه مباشرةً للأم الحنونة الدافئة، بعد فترة شعر بالجوع فتوجه إلى الأم الأخرى، ورضع الحليب

ثم عاد للأم الدافئة، بحسبة بسيطة كان يبقى مع الأم الدافئة ثلاثة وعشرين ساعة، وساعة فقط مع الأم التي تؤمن الغذاء.

أتوقع أن هذا الموضوع غيّر فيكم قناعات مهمة وغيّر في أنفسكم الكثير. التغذية العاطفية هي الأهم للطفل، إشباعها مهم جداً، قد تكون كمربي فقط توفّر الغذاء بلا عاطفة، تأكد أن طفلك أو المراهق سيبحث عمّن يوفّر له الغذاء العاطفي، وقد يوفره إنسان جيد أو آخر غير جيد، وتوقع النتائج أنت.

وصلت الرسالة.

حبك حنانك، قبلاتك، كلماتك الحانية، لمساتك ضمتك، ابتسامتك أهم مليون مرة من تنظيف وطبخ وغسيل يخص طفلك، رتبوا أولوياتكم وقدموا الأهم لطفلكم حتى لا يلقى من يُشبع احتياجه العاطفي ويبتعد عنك.

Unable to load Tweets

أخر الإصدارات