أصل نسل جميع الخلق ملخص

أصل نسل جميع الخلق

بقلم روائع التاريخ.

قصةُ الثلاثةِ الذينَ أسسوا العالمَ كلهُ، ويعودُ نسبُ جميعُ منْ في الأرضِ إليهمْ. 

ماقصتهمْ ؟ ومنْ همٍ ؟ 

قبلُ تسعةِ آلافِ سنةٍ حدثتْ أكبرُ كارثةٍ للبشرِ في الأرضِ على الإطلاقِ.

يقولُ المولى عزَ وجلَ في كتابهِ الكريمِ ، ” ولقدْ أرسلنا نوحا إلى قومهِ فلبثِ فيهمْ ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عاما فأخذهم الطوفانُ وهمْ ظالمونَ فأنجيناهُ وأصحابَ السفينةِ وجعلناها آيةً للعالمينَ” . . 

لمْ يجدْ نوحْ أيَ استجابةٍ منْ قومهِ إلا القليل ، فتعرضَ للأذى، وكانوا يبتعدونَ عنهُ، ويضعونَ أصابعهمْ في آذانهمْ حتى لا يستمعوا إليهِ، حتى تألمَ وحزنَ واشتكى إلى اللهِ، حتى أنّ امرأتهُ وابنهُ يامْ ، لمْ يؤمنوا بهِ وعندما اشتكى نوحْ إلى ربهِ منْ قومهِ، أمرهُ اللهُ بصناعةِ سفينةٍ كبيرةٍ، وأنْ يجمعَ منْ كلِ زوجينِ اثنينِ. وفي اليومِ الموعودِ أنزلَ اللهُ سبحانهُ وتعالى عذابهُ وانطلقتِ الأمطارُ بسيولٍ ضخمةٍ ، وخرجتْ الأرضُ بمياهٍ شديدةٍ جداً، حتى أصبحتِ الأرضُ كالبحارِ والمحيطاتِ بجانبِ الرياحِ الشديدةِ والعواصفِ الهالكةِ .

فلمْ يبقَ على وجهِ الأرضِ حيوانٌ أوْ إنسانٌ إلا منْ كانَ مؤمناً، وأتبعَ نوحاً وركبَ معهُ في السفينةِ . 

وكانتْ كلُ عينٍ تطرفُ على الأرضِ قدْ هلكتْ غرقاً، لم يبقَ من الحياةِ والخلقِ إلا السفينةُ التي حملتِ المؤمنين، واستمرَ الطوفانُ زمنا لا نعرفُ مقدارهُ، وقيلَ أنَ السفينةَ لمْ يكنْ فيها إلا إثنانِ وثمانينَ مؤمنا فقطْ، والبقية من الحيوانات ! وكانَ ذلكَ بدايةُ عهدٍ جديدٍ منْ البشريةِ معَ نوحْ .

 اختارَ اللهُ النبيَ نوحاً وأبناءهُ الثلاثةَ الكرام، لكيْ يعمروا الأرضَ ويبنوها منْ جديدٍ.

فكانَ أبناءُ نوحٍ همْ اللبِنةُ التي بنيَ عليها أجناسُ البشريةِ المختلفةِ، وهلكَ كلُ الكفارِ على الأرضِ ومنْ بينهمْ ابنُ نوحٍ الرابع؛ كنعانْ . 

هذهِ قصةُ العهدِ الأولِ قبلَ الطوفانِ، وبعدَ الطوفانِ بقيَ نوحٌ وأبناءهُ الثلاثة: 

سام، حام، يافثْ؛ فتأسسَ العالمُ كلهُ منْ حضاراتٍ وقبائلَ منْ هؤلاءِ الثلاثة، أما المؤمنونَ الباقونَ الذينَ أنجاهمْ اللهُ فانقطعَ نسلهمْ؛ لحكمةٍ منْ اللهِ تعالى.

وشاءَ اللهُ أنْ يتكاثرَ الناسُ والبشريةُ بأكملها منْ أبناءِ نوحٍ الثلاثة، فسكنَ كلُ واحدٍ منهمْ جزءاً منْ الأرضْ، حتى يعمروا الأرضَ كاملةً بأقوامٍ يكونوا في كلِ بقعةٍ منْ الأرضِ منْ نسلهمْ كماءِ شاءَ اللهُ اللهُ تعالى. 

الابنُ الأكبرُ سام بنْ نوحْ، سكنَ سام بنْ نوحْ اليمنَ بعدَ الطوفانِ وأسسَ أولَ مدينةٍ واسماها سامٌ الأولى ( صنعاء _ حاليا ) ، ويعني المدينةَ الحصينةَ، وسكنتْ سلالتهُ الجزيرةَ العربيةَ وفارسَ والعراق، فخرجَ منْ ذريتهِ العرب، وفارسُ، والروم؛ فهوَ أبُ العربِ واليهودِ . 

كانتْ ذريةُ سامٍ تمتازُ بالملامحِ الجميلةِ، وهوَ أبو العربِ والفرسِ والرومِ، وتفرّع منْ نسبهِ حضاراتٍ عديدةٍ مثلِ الارميينْ والآشوريينَ وبنيَ إسرائيل، لذلكَ الإسرائيليون يدعونَ نفسهمْ بالعرقِ السامي نسبةً إلى سامٍ بنْ نوحْ . . 

الابنُ الثاني حامْ بنْ نوحْ : واستوطنَ الأرضَ الأفريقيةَ بعدَ الطوفانِ وهوَ أبُ جميعِ الأفارقةِ في الأرضِ، ومنْ ذريتهِ أيضا مصرايمْ بنْ حامٍ الذينَ سكنوا مصرُ وأنشأوا الحضارةَ الفرعونيةَ، ومنْ ذريتهِ أيضا جاءَ الليبيونَ والامازيغْ، وأيضا منْ ذريتهِ النمرودْ، أكبرُ طاغيةٍ في الأرضِ، ويعتبرُ حام هوَ أبو الشعبِ الحبشَ .

 ذريةُ حامٍ كانتْ تمتازُ بقسوةِ الملامحِ ببشرةٍ سمراءٍ وقوةٍ جسمانيةٍ كبيرةٍ، وسكنوا أفريقيا كلها وبلادَ الشامِ، غالبا ما يدلُ لفظُ حامي على الأشخاصِ ذو الدمِ الحارِ والمقصودُ هنا هوَ الذي لا يقبلُ الإهانةَ . 

الابنُ الأصغرُ يافثْ بنْ نوحْ، سكنِ يافثْ الشمالَ الغربيَ منْ الأرضِ وهوَ أبُ التركِ والعجمِ والأجناسِ الأوروبيةِ ومنْ نسلهِ أيضا يأجوجْ ومأجوجْ والترك والصقالمهْ والتتارُ والمغولُ والأجناسُ الآسيويةُ الحاليةُ وقبائلُ اليافثوينْ.

اليونانُ يعودُ أصلها إلى يافثْ بنْ نوحْ ويعتبرُ أبو الرومِ . 

في القرآنِ : « وجعلنا ذريتهُ همْ الباقينَ » ، قالَ ابنْ عباسْ : ” لمْ يبقَ إلا ذريةُ نوحْ ” . 

روى الترمذي أنَ الرسولَ محمدْ عليهِ أفضل الصلاة والسلام قالَ : « سام أبو العربِ ويافثْ أبو الرومِ وحامَ أبو الحبشِ » .

خريطةُ تقسيمِ الأرضِ لأبناءِ سيدنا نوحْ عامِ 2347 ق . م

 واحد- سام ” أبو العربِ في منطقةِ بلادِ الشامِ وبلادِ الرافدينِ والجزيرةِ العربيةِ وشمالِ أفريقيا 

إثنان – حام ” أبو الحبشِ في منطقةِ آسيا الوسطى وآسيا .

ثلاثة – يافثْ ” أبو الرومِ في منطقةِ أوروبا.

Unable to load Tweets

أخر الإصدارات