بقلم صفا.
الاستمرارية أساس كل نجاح، لكن من المؤكد أنك تسأل نفسك دائماً:
كيف الناس تستمر؟
لماذا أنا غير قادر على الاستمرار؟
الاستمرارية سهلة إذا قمت بتجزئتها إلى عدة نقاط، يمكنك أن تركز على كل نقطة عندما يأتيك إحباط أو إحساس بالفشل، أنا عن نفسي قسمتها إلى أربع نقاط رئيسية:
النقطة الأولى: تحويل المهارة إلى مصدر دخل.
كثير من الناس يشعرون بالتشتت، لايعلمون كيف يبدؤون بشيء يُكوّن مصدر دخلهم في المستقبل.
أي مهارة في الحياة يمكن أن تكون مصدر دخل، لكن على ماذا يعتمد ذلك؟
يعتمد على الشخص، كيف يقدم المهارة هذه للناس، وكيف يجعل الناس تستفيد من مهارته.
وباستطلاع للرأي شارك به تسع وسبعون شخصاً، كان أربع وعشرون فاصل واحد لديهم مهارة، وثلاثون فاصل أربعة منهم لديهم أكثر من مهارة، وباقي الأشخاص كانوا مشتتين.
في البداية، مهارتك ليس لها قيمة إذا لم توضّح للناس قيمتها أصلاً.
كيف تشعبت العلوم في العالم؟
كيف أصبحت كل هذه الوظائف والمسميات، وجميعنا أبناء آدم عليه السلام؟
كل هذا حصل من أشياء بسيطة؟
ما الفرق بين إنسان يستمر في التحديث، وإنسان ينام بعد أول فشل؟
نشرت استطلاع للرأي أسأل به، إن كنت حاولت أن توضّح للناس مهارتك؟
أغلب الإجابات كانت لا، بنسبة أربع وخمسين فاصل واحد بالمئة.
والنسبة الباقية أجابوا نعم، وذلك من مجمل أصوات بلغ واحداً وستين صوتاً.
النقطة الثانية: محاربة الإحباط
هل تقول لي أن الفشل مُحبِط؟
نعم، محبطٌ لكن لفترة بسيطة، عندما تعود لذات الشيء بعد فترة من الزمن، ستجد أنك أدركت ما هو الخطأ الذي قمت به، وستحاول أن تصلح ذلك.
فترة الإحباط تعتمد على مجالك، بعض المجالات تحتاج ساعات ثم تتخطى فشلك، وبعض المجالات تأخذ أيام أو شهور.
متى تخطيت الإحباط؟
سبعة عشر فاصل واحد بالمئة من عددِ الأشخاصِ البالغ خمساً وثلاثين صوتاً، استغرقوا أياماً لتخطي الإحباط، وعشرون بالمئة استغرقوا أسابيع، وثمانية وعشرون فاصل ستة بالمئة استغرقوا شهوراً، أما النسبة الباقية فاحتاجوا أكثر من سنة.
عندما تشعر بالإحباط، دَع ما تقوم به، وانهض لتفعل شيئاً تحبه أو تأكل وجبات لذيذة تفضلها، تجاهل من أحبطك لعدة ساعات ثم عُد لتواجهه.
ماذا تفعل عندما يأتيك إحباط؟
عشرون بالمئة يلجأون للنوم، وعشرة فاصل اثنان إلى الطعام، وأربع وعشرون فاصل خمسة يتكلمون مع صديق، أما النسبة الباقية وهي الأكبر يحزنون ويشعرون باليأس، كان هذا كان استطلاع للرأي شارك به تسع وأربعون شخصاً.
لا تضغط نفسك وتتحمّل فوق طاقتك، لأنك عندما تعود إلى ذات الشيء بعد فترة، ستجد أنك ترى الموضوع من نظرة ثانية، نظرة شخص يرى الشيء أول مرة لكنه يعلم ما الخطأ به، سوف تكتشف أشياء جديدة، وتصبح الأمور المعقدة أكثر وضوحاً.
النقطة الثالثة: متابعة المتميزين.
عندما تشعر أن المجال لا يقدم لك نتيجة، أول ماتفعله هو أن تحاول البحث عن أشخاص دخلوا هذا المجال وازدهروا به.
سيكون أمامك خيارين، أن تجد أشخاص في مجالك أو لا تجد أحد!
وباستطلاع للرأي سألت إن كان هذا صحيح أم لا؟
كانت الإجابات بنسبة خمس وثمانين فاصل اثنان بالمئة أجابوا صح، وباقي الإجابات كانت لا، وذلك من مجمل أصوات بلغ سبع وعشرون صوتاً.
إذا وجدت أشخاصاً في نفس مجالك ومتقدمين، تابعهم وراقب ما يميزهم، وما الذي أوصل بهم إلى هذا المكان؟
تذكر أنه لا يوجد أحد أفضل منك وجميعنا أبناء ٱدم، يمكنك أن تكون أفضل منه بشرط أن تستمر وتطور نفسك.
التطوير هو ما يجعلك أفضل، ربما ما يميزك عنه هو شيء سخيف، لكن ستكون مميز، والمميز ناجح دائماً.
أما إذا لم تجد أي شخص في مجالك، وفي نفس لغتك هذا يعني أنت في مجال جديد في مجتمعك، وأهنئك لأنك ستكون رائد به إذاتابعتَ الاستمرارَ، صحيحٌ أنكَ ستأخذُ وقتاً طويلاً، لكن النتيجةُ تستحقُ ذلكَ، مَن منّا لا يودُّ أن يكون رائداً في مجالهِ.
النقطة الرابعة: اعمل بما لديك.
لا تستصغر أي حرفة، أي عمل، أي مصدر دخل!
طالما هو حلال فأنت محظوظ أنه يمكنك أن تكسب منه!
بعض الناس يدخل مجال، وإذا شعر بأن الناس تستصغر من مجاله، يترك ولا يستمر، أثبت لهم أن المجال هذا عظيم إذا استلمه شخص عظيم مثلك!
الكلام هذا ليس تنظيرياً.
البدايات دائما بسيطة، لايوجد بداية مبهرة ومتقنة.
لا يوجد شخص صعد السلم ووصل من دون أن يتعثر أو يفشل.
لا تحاول أن تصل قبل أحد، حاول أن تصل بالشكل الصحيح فقط.
وأخيراً: استمر ثم استمر ثم استمر.
وعندما سألتُ الناسَ ما رأيهم بهذا الثريدِ؟
أيضاً كان النسبة الأكبر من الأصوات البالغ عددها تسعاً وسبعين صوتاً، أجابوا أن هذا واقع وكانت نسبتهم أربعاً وخمسين فاصل ثمانية بالمئة، أما أربع وثلاثون بالمئة ينتظرون ليشاهدوا النتائج، والنسبة المتبقية يرون هذا تنظير.