بقلم عبدالله جبران
دائماً نسمع بأن اللغة الانجليزية توسع لنا الأفق وتفتح لنا أبواباً جديدة، خصوصاً للعمل على الانترنت، وبشكل خاص في التسويق بالعمولة.
لكن.
كيف تخدمك اللغة الانجليزية؟
ما الفرق بين العمل في العالم العربي والأجنبي؟
ماذا ستستفيد أنت في هذه الحالة؟
بدايةً سأتكلم بلغة المال التي أعتقد أنها اللغة المفضلة عندك أيضاً.
إذا كنت مسوِّقاً بالمحتوى أو مسوِّقاً عبر الإعلانات المدفوعة. هذه المعادلة ستقنعك أو تزيد من إقناعك.
دعنا نبدأ بقصة قصيرة.
المثال الأول:
مسوِّق أطلق حملة عبر إعلانات غوغل بميزانية ثلاثمائة وخمسة وسبعون ريال، لمدة عشرة أيام، لتسويق منتج قيمته مائة وخمسون ريال.
عمولته فيها أربعون بالمئة يعني ستون ريال على كل بيعة.
استطاع أن ينجح في تحقيق بيعتين يومياً لمدة عشرة أيام.
كم سيحقق من أرباح؟
تعال نحسبها معاً.
تم صرف ثلاثمائة وخمس وسبعين ريال.
المبيعات ألف ومائتين ريال.
صافي الربح: ألف ومائتين ناقص ثلاثمائة وخمسة وسبعون ريال تساوي ثمانمائة وخمسة وعشرون ريال.
هنا صافي الربح ثمانمائة وخمسة وعشرون ريالاً.
المثال الثاني:
مسوِّق آخر.
نفس الشيء لكن المنتج أجنبي، والفئة المستهدفة هي أمريكا وماحولها.
منتج قيمته مائة وخمسون دولار.
والعمولة هي أربعون بالمئة، يعني ستين دولاراً على كل بيعة.
تم صرف ثلاثمائة وخمسة وسبعين ريالاً لمدة عشرة أيام.
استطاع أن ينجح في تحقيق بيعتان يومياً لمدة عشرة أيام.
كم الأرباح؟
تعال نحسب مرة ثانية.
تم صرف ثلاثمائة وخمس وسبعين ريال.
المبيعات ألف ومائتي دولاراً تعادل أربعة آلاف وخمسمائة ريال.
صافي الربح أربعة آلاف وخمسمائة ناقص ثلاثمائة وخمس وسبعين تساوي أربعة آلاف ومئة وخمس وعشرين.
هذه معادلة على الورق والفارق بينهم اللغة والعملة فقط.
إذاً لماذا كل هذا الفارق؟
ببساطة أن الدولار الواحد يعادل ثلاثة فاصلة خمسة وسبعون ريال.
هل هذا سبب مقنع؟
نسبياً نعم، ولكن دعنا نقول لا.
نأتي للجانب الآخر، موضوع العمولات.
أريدك أن تشاهد المنصات التي تدعم التسويق بالعمولة في العالم العربي بشكل عام.
سترى أن متوسط العمولات أربعون بالمئة كحد أعلى والبعض يعرض عمولات عشرة بالمئة.
أيضاً أريدك أن تدخل على كليك بانك أو ماكس باونتي أو أي منصة أخرى شبيهة وترى متوسط العمولات.
ستجد أن المتوسط هو خمس وسبعون وفي الحد الأدنى تجد خمسين بالمئة.
وهل يرضون إعطاؤه هذا الرقم؟
أبشّرك نحن نستلم هذه الأرقام حالياً أيضاً.
هنا تلاحظ الفارق الشاسع في العمولات، وهنا أستطيع أن أقول لك هذا سبب جداً مقنع أن تتعلم اللغة الانجليزية.
حسناً لنكمل:
ستقول يوجد على منصات مثل: اكسبرس و أمازون عمولاتها قليلة.
جوابي لك: نعم، ويوجد منصات تعطي عمولات أقل من هذا، لكن في نفس الوقت يوجد المنصات التي تعطيك عمولات أكثر من مئة بالمئة.
ولكن مستحيل أن تجد أحداً في العالم العربي سخي بالعمولات بهذه الطريقة.
تستطيع تحقيق أرقام كبيرة في العالم العربي.
نعم تستطيع، ولكن بجهد أعلى وبمبيعات أكثر.
لكن في العالم الأجنبي تحقق هذه الأرقام بشكل أسرع وهنا تلاحظ دور اختلاف العملة.
هل توجد فوائد أخرى؟
نعم أكيد، وخذ المفيد:
مصادر تعليمية بلا حدود:
مثال/ مدرسة اليوتيوب مليئة بالمحتوى الذي قد يغير حياتك، لكن حاجز اللغة هو الذي يمنعك من الوصول إليه.
سرعة الوصول إلى المعلومات:
يمكنك البحث عبر المواقع، المدونات، سؤال الخبراء وكل هذا أيضا في حال تمكنك من اللغة الانجليزية.
إتقان أكثر يعادل مبيعات أكثر.
مثال: في حال تعلمك اللغة الانجليزية إضافةً لمهارة الكتابة الإبداعية، سترى العجب في المبيعات كما لم تراه من قبل.
والكثير الكثير من الفوائد، لكن أحببت ان أختصر عليك.
إذاً ما هي الفكرة التي أريد إيصالها لك؟
إذا كنت تريد احتراف التسويق بالعمولة وجعله مصدر دخل رئيسي.
إذا كنت تريد الوصول إلى الحد الأعلى من الأرباح والعمولات.
إذا كنت تريد الوصول إلى كورسات أو مصادر لامحدودة وبشكل مجاني.
إذا كنت تريد أن تكتسح عالم العمل عبر الانترنت او سمه ماشئت.
أنصحك بوضع أهداف بتعلم اللغة الانجليزية ولو كانت بعيدة المدى.
سؤال:
هل تعلّم اللغة الانجليزية أمر صعب؟
في البداية، نعم قد يكون صعباً، لكنك ستتعلّم مادام لديك هدف.
توضيح:
انا لا أستصغر التسويق بالعمولة في العالم العربي، لكن تخيل نفسك وأنت تعمل في الجانبين (هذا ما أعمل عليه الآن)
رسالة:
حتى ولو كان ربحك اليومي هو أقل من دولار واحد، تأكد بأني فخور بك، وتأكد أنك ستصل إلى هدفك فلا تتوقف.
شخصياً لا أتقن اللغة الإنجليزية، ولكني أتعلم أن أطور نفسي باستمرار. وأخيراً شكراً لكم، وصلت إلى النهاية.
