philosophy

كيف تواسي من يبكي

بقلم أسامة الجامع

سأتحدث عن موضوع -كيف تواسي شخصاً أمامك انخرط في البكاء؟- ما التصرف الصحيح في هذا الموقف؟، وما التصرف غير المناسب في هذا الموقف؟، جميعنا قد نتعرض لمثل هذه الموقف مع من يهمنا أمرهم، وقد نرتبك ولا نعرف ماذا نفعل، ونخشى من تصرف خاطئ أو كلام ليس في محله.

أولاً: هو إبراز تواجدك ودعمك، احذر القفز نحو الحلول، ليس هذا هو التوقيت المناسب، فهو متألم الآن، فقط تعاطف، أظهر أنك هنا لأجلهم وأنك سند لهم، وتقبل بكاءهم، احذر أن تطلب التوقف عن البكاء، فليس هذا تصرف سليم، إذ من أجل التعافي لابد أولاً من التفريغ العاطفي.

ثانياً: لا تتحدث كثيراً وكأنك تشرح، هو في حالة ألم، أحياناً من المناسب جملة قصيرة داعمة، وربما لمسة حانية، كذلك لا تصمت تماماً فتصبح بلا دور، تواجدك، وكلماتك القصيرة الداعمة، وإيماءاتك الجسدية كلها مهمة، أتحدث هنا عن الفترة الأولى في التواصل.

ثالثاً: أثناء الموقف لا تقل: (لم أتوقع أن تبكي)-(ابقَ قوياً)-(ابتسم وكن إيجابياً بدل البكاء، لا تكن سلبياً)-(لماذا تبكي؟ هذا أمر تافه)-(توقف عن البكاء)-(أن تتحدث عن نفسك وكيف تغلبت على مصاعب أشد، أو غيرك تغلب على مصاعب أشد حيث تعقد مقارنة)-(المسألة لا تستحق البكاء).

رابعاً: حاول أن تنظر للحالة من منظار المتألم لا من منظارك، اسأل نفسك ما الشيء الذي يفكر فيه الآن، مثلاً هو يفكر أنه سيكون وحيداً فجملة “أنا معك ولن أتركك” ستكون مناسبة، أو يفكر أن مصيبته عظيمة، فجملة “مصيبتك عظيمة وأجرك أعظم”، أو يفكر أنه مظلوم فجملة “تعرضت للظلم ونحن سندك” وهكذا.

خامساً: قدّم منديلا لأجل الدموع، أو رداءاً لأجل البرد، أو كرسياً لأجل الجلوس، أو ماءً لبل الريق، إن مثل هذه الفوارق الصغيرة تخفف على الطرف الآخر، وتصنع دفئاً في العلاقة وأنك تشعر بالآخر. ثم حثهم على التحدث إذا استطعت، إذا أمن المتألم أنك لن تلومه على حزنه ربما سيرتاح أكثر لو تحدث.

ما بعد الموقف، قم بالاتصال للاطمئنان عليه، سيقدر ذلك لك كثيراً، لا تتبع الاتصال بطلب أو موضوع خارج الاطمئنان عليه، كلما شعر المتألم بالأمان في حضرتك زاد ارتياحه لك، لذلك لا تطلق أحكاماً يشعر المتألم من خلالها أنه ضعيف أو أن ما قام به من إظهار لمشاعره هو أمر غير لائق.

Unable to load Tweets

أخر الإصدارات