تجربة شخصية
بقلم عبد الله معلاوى.
نعتذر لم يتم قبولك.
موضوع عن ثلاث مواقف عشتها.
بدأت برفض وانتهت كما لم أتوقع.
-تجربة شخصية-
استذكرت هذه اللحظات وأنا أجمعها لفيديو على تك توك يختصر القصة، وخلال القصة أكمل ماخلف كواليس بعض هذه المواقف.
نهايات عام ألفين وسبعة عشر بدأت القصة: انطلقت جائزة وعي من وزارة الصحة، كوني كنت طالباً وقتها بكلية صحية ومهتم بالتوعية، فكانت فرصة تعني لي شيئاً كبيراً. عملت على فيديو على أنه “فيلم” أسبوعين كاملين من العمل (كتابة وتصوير وإخراج). قدمته و لم يتأهّل حتى للمرحلة الأولى من الترشيح.
أظن الفيديو حرق تسلسل قصة الموضوع. لكن سأسرد لكم التفاصيل حسب ترتيب حدوثها (كونها حدثت في فترة واحدة).
بعدها بأيام قليلة سمعت عن برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة، برنامج مدته أسبوعين من التدريب الإعلامي المكثف بجامعات وقنوات وجهات عريقة بالإعلام و كنت مهتماً ومتحمساً جداً.
التقديم يأخذ وقتاً من تعبئة بيانات، وكتابة وجمع معلومات، أنهيت استمارة التقديم بعد خمسة عشر ساعة (موزعة بأكثر من يوم) من الكتابة والتمحيص والمراجعة، لكي أنجز الموضوع بلا ولا غلطة.
هذا الذي كنت أحاول القيام به.
بعدها بفترة بسيطة صدرت النتائج، وتم الرفض.
في الشهر الثالث عام ألفين وثمانية عشر، سمعت عن برنامج قوي للطلبة المتميزين بالجامعات، يختارون فيه خمسين طالباًَ من بين ثلاثة عشر ألف أو يزيد من المتقدمين. هذا البرنامج (قمم) يعتبر هدفاً لأغلب طلبة الجامعات الذين يبحثون عن فرص مميزة. تقدمت إليه والرفض جاء بايميل محترم.
القصة تُسرد في كلمات مختصرة، لكن أكبر شعور يراودني وقتها أنه: باقي لي الكثير حتى أكون مستعداً لهذه الفرص، ما زال الوقت مبكراً، وغيري أحسن وأخبر وأجدر. شعور الرفض خصوصاً بالبدايات ليس بالأمر البسيط.
في الشهر الرابع من نفس العام ألفين وثمانية عشر بدأت تنقلب الحكايا، تقريبًا كل شيء اختلف.
بدأ الموسم الثاني من جائزة وعي، وبآخر يوم من التسليم أرسلت مشاركة عن الزهايمر، صورتها بسناب شات؛ جهد بسيط ومحاولة أخرى .
وانشاء الله تنجح هذه المرة.
تأهلت للمرحلة الثانية “تصويت”، وبعدها تم إرسال بطاقة دعوة للحفل الختامي الذي يُعلن فيه عن العشرة الأوائل. لم أستطع حضور الحفل لأنه تصادف مع ليلة اختبار نهائي ثقيل، لكن حضرت الوالدة بالنيابة عني وأنا أشاهد لحظة التكريم مباشر.
الجوائز تُعلن من المركز العاشر إلى الأول، لم يذكر اسمي، فإما أني الأول أو قليل الحظ، لحظة حماس، و أخيراً، كنت أنا الأول.
و برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة في الشهر الثامن عام ألفين وثمانية عشر تصلني منهم رسالة تقول أنه تم اختياري للمشاركة بالبرنامج بعدما قدمت للموسم الثاني.

أما برنامج قمم، ففي عام ألفين وتسعة عشر بدأ الموسم الثاني، وهذه المرة المتقدمون وصلوا ثمانية عشر ألف، وأنا بآخر سنة بالجامعة، وآخر فرصة لي تقريبًا. وأخيراً أتأهل للمقابلات الشخصية. وبعدها تم القبول النهائي وتخرجت من البرنامج.
هل تصدق ما مضى كله غير مهم، المهم هو القادم.
تعلمت أنه وإن تكرر الرفض، فالمحاولة هي التي تعطي نتيجة، الفرق بين كل رفض وقبول (في سياق المواقف الماضية) خلال عدة أشهر.
لم أستطع أن أحسن شيئاً من مؤهلاتي فأنا لم أتغير، الذي تغير توفيق الله أولًا، وطريقة تقديمي لمؤهلاتي أو أفكاري ثانياً.
حتى لو كان لديك مؤهلات قوية، هذا لايكفي في المنافسات والتقديمات والمسابقات باختلافها.
يجب أن تقدمها بأقوى شكل تستطيعه، وبصدق دون تزييف، لأن الزيف مكشوف غالباً.
أخيراً: هذه المواقف بسيطة ليست قصصاً تاريخية، ونجاحاً وكفاحاً ومستحيل.
لكن وقتها، كنت أراها كبيرة وعظيمة وكان طعم الرفض صعباً فعلاً. العبرة هي تعلم أن تتقبل الـ لا.
تعلم أن تستقبل الـ لا بصدر رحب.
وانظر بجد للجانب الذي تحتاجه وينقصك.
ثم ابحث مباشرة عن الفرصة التي بعدها.