متاهة كاتب المحتوى
بقلم صابرة عبدالمجيد
كاتب محتوى وأصبحت في متاهة كبيرة؟
تريد الخروج، لكن من أين؟
دعنا نعبر بسلام.
لأنك ستجد الإجابة في النهاية.
ليست قضيتنا في أنك الآن مبتدئ في كتابة المحتوى أم محترف.
بل أن تخرج من هذه المتاهة وأنت تعلم ماذا ستفعل من بعدها.
لأنه لا بد أن تكون عالماً بهذا المجال بما يكفي، لا أن تبقى عالقاً في زاوية ما من هذه المتاهة.
في تلك المتاهة كلما وجدت طريقاً مغلقاً، ستعرف أنه لم يكن طريقاً صحيحاً وتتراجع إلى الخلف قليلاً.
انتباهك إلى ذلك يجعلك قادراً على اتخاذ قرار صحيح في المرة القادمة، أن تخوض طريقاً آخر تسلكه حتى وإن كنت لا تعرف ماذا ستجد فيه.
لذلك سأسرد لك كل ما يمكن أن تجده أمامك وكيف تتفاداه.
1] أول خطوة تتعثر بها هي البدء.
لن تكون التجربة سهلة، سواء أول مرة تكتب فيها شيئاً، أو أول مرة تكتب فيها بأسلوب مختلف.
إن كنت تعتقد أنه لا يمكنك أن تبدأ بالكتابة، فمن الذي سمح للآخرين أن يكتبوا هنا؟
[ألا تتساءل؟]
الذي سمح لهم بذلك [أنفسهم].
لذلك مهما كانت كتابتك سيئة ابدأ.
ما الذي يحصل في أسوأ الأحوال؟
[لا أحد سيتفاعل].
ولن تحدث كارثة أرضية لأن كتابتك كانت سيئة.
أنت في داخل المتاهة، لا يمكنك الخروج ما لم تبدأ بالخطوة الأولى.
2 ] أسلوبك السيء في الكتابة.
دعني أُخبرك بأسهل حل؟
جارِ كُتاب المحتوى في التغريدة التي يكتبونها، اكتب مثلها لكن بطريقة مختلفة بينك وبين نفسك.
لا تنشرها.
لكن ساعد نفسك بتحسين أسلوبك بهذه الطريقة.
لأن هذه سرقة للكتابات بطريقة غير مباشرة.
فلا تنشرها كما أخبرتك.
متى ما مارست مع نفسك الكتابة ستتحسن عندك هذه المهارة.
اكتب عن كل موضوع، لا تغرق في موضوع واحد أرجوك.
لأنك ستحتاج إلى ذلك فيما بعد، و تشكرني عليها لاحقاً.
لكن ما أهم حل لتحسين أسلوبك؟
القراءة إلى ما لا نهاية.
لن تفوّتها بالتأكيد.
3 ] الفكرة لم تأتِ.
دعني أسألك:
الفكرة لم تأتِ أم أنها غير مثالية؟
لا نطلب منك أن تكون المخترع الكبير لأي فكرة في هذا العالم، بل فكرة صغيرة ولو كانت مكررة.
المهم أن تُنقذ نفسك من هذه المتاهة.
عندما تدوّن الفكرة الأولى ستأتي إليك العاشرة حَبواً.
إننا نود أن نُكسر جمود الأفكار لديك.
[أصغر] فكرة.
[أسوأ] فكرة.
[أغبى] فكرة.
[أبسط] فكرة.
[إلخ]
إن كانت هذه الأفكار ستأتي إليك؟ أو ربما العكس؟
كلها ستدّونها عندك.
تصوغها بطريقة أخرى فيما بعد.
تعيد تدويرها.
تأتي منها بفكرة أخرى.
[لا تُفرط بأفكارك]
4 ] أين المعلومات؟
إما أنها في رأسك الذي أمضيت معه كل هذه الأحداث طوال هذه السنين وخرجت منها بتجربة.
أو أنك تجده في كتابٍ على رفٍ مهمل.
أو عند العم غوغل.
أو عند صديق تسأله.
أو عند جمهورك.
أو في بودكاست واليوتيوب.
أو تجميعة لمعلومات من خمسة حسابات في تويتر.
أنت في أكثر عصرٍ يجعلك لا تخطو خطوة واحدة خارج الغرفة التي يوجد فيها هاتفك مع الإنترنت.
لتعرف الكثير من المعلومات.
حسناً، وجدت معلومة، ماذا أفعل؟
إذا المعلومة صعبة بسطّها.
إذا المعلومة سهلة بسطّها أكثر.
إذا المعلومة طويلة اختصرها.
إذا المعلومة قصيرة فصلّها.
إذا المعلومة غير جيدة حسنّها.
5 ] كيف أنشر ما كتبته؟
بأسهل طريقة:
جهز الموضوع كاملاً، اضغط زر النشر واهرب.
[لن تضحك عليّ لأنها تنفع معي بعض الأحيان].
طريقة أخرى:
قم بجدولة ما كتبته ولا تفكر فيه أبداً بعد ذلك.
في الغد إما أنك ستجد إعجاباً أو إعجابين أو لم يضع لك أحد شيئاً.
لكن لا تفكر في ذلك، أنت لم تصل بعد ولم تنتقل إلى هذه المرحلة حتى.
ما يهمنا هو أنك بدأت تكتب لتخرج من هذه المتاهة.
ألن تخرج بسلام وأنت تشعر بأنك قد تخلصت من هذه العوائق التي جعلتك إلى الآن لا تبدأ؟
كل طريق مغلق لم يكن يريدك أن تشعر بأن الحياة توقفت هناك، مهارتك في الكتابة توقفت، وسبل الوصول أيضاً.
بل كان يريد أن يخبرك، تراجع وانعطف إلى اليمين قليلاً لتجد الطريق الصحيح.
لكن الإنسان يخشى أن يكون عارياً أمام الآخرين بأفكاره ومعتقداته.
لذلك لا يريد أن يواجه نفسه بهذه الطريقة وأن يكتب.
السيئون لم يتوقفوا عن الحديث بالسوء، لم أنت تعتقد أن فكرتك وكلامك سيكون سيئاً؟
نهاية المتاهة:
أن تكتب كل شيء، كل حرفٍ يصدر منك إلى آخر شيء تقوله.
دون خوف أو تردد.
دون أي سبب [لا يُذكر].
لا تبقي نفسك عالقاً في هذه المتاهة أرجوك.