المال ملخص 4

لماذا يدفع المستثمرون مبالغ خيالية للاستثمار في شركات الاستثمار الجريء

لماذا يدفع المستثمرون مبالغاً خيالية للاستثمار في شركات الاستثمار الجريء

بقلم بسام عبد العزيز نور

1. لماذا يدفع المستثمرون مبالغاً قد تعد خيالية للاستثمار في شركات الاستثمار الجريء، خصوصاً التي تعتمد على التقنية بشكل أساسي؟ 

هل هي مبالغة أم أن لها سبب استثماري؟

 لنأخذ مثالين من نقيضين لتوضيح الفكرة.

2. تخيل أن لديك عقار مدر للدخل قيمته مئة مليون ريال (اللهم اجعله حقيقة). 

ويدر عليك سنوياً عشرة بالمئة أو عشرة مليون ريال. بعد تعب وكد تستطيع رفع الإيجار إحدى عشر أو إثنا عشر مليون. 

لكن كيف تستطيع أن تضاعف هذا الدخل السنوي؟

3.في العقار، الطريقة الوحيدة هي شراء عقار آخر. يعني: إذا أردت أن تزيد الإيرادات من عشرة إلى عشرين مليون، يجب أن  تشتري عقاراً آخر بحوالي مئة مليون. فالعلاقة ما بين الاستثمار والإيرادات هي علاقة طردية وبخط يكاد يكون مستقيماً كما في الشكل.

4. وفي نقيض ذلك، الشركات التقنية. 

ولنأخذ أوبر كمثال. تبدأ أوبر العمل عبر إنشاء التطبيق. وذلك يتطلب استثمارات في برمجيات التقنية والأيدي العاملة وأمور أخرى، وبدون أية إيرادات وذلك لفترة زمنية معينة.

5. وبعد أن تصبح النسخة الأولية لتطبيق أوبر جاهزة للعمل، تبدأ الفترة التجريبية ويتم تسجيل الإيرادات. 

في البداية تكون الإيرادات منخفضة، ولكن كلما ازداد انتشار التطبيق ارتفعت الإيرادات، وتستمر الشركة في الاستثمار من أجل تحسين التطبيق.

6. وبعد أن يصل التطبيق إلى الوضع المثالي، فإنه يمكن وبسهولة تفعيل ذلك التطبيق في دولة أخرى.

فريثما خرجت أوبر من أمريكا وذهبت إلى كندا، إنها لم تكن بحاجة إلى استثمارات جديدة في برمجيات التطبيق. وبضغطة زر بدأت تسجل إيرادات جديدة في كندا.

7. لذلك فإن العلاقة ما بين الاستثمار والإيرادات للشركات التقنية، هي علاقة متسارعة بعد فترة معينة. فحينها الإيرادات سترتفع إلى مستويات عالية جداً، وهذه هي الإيرادات التي يطمح إليها المستثمر، وهو مستعد أن يدفع لها من الآن.

8. ولكن هذا لا يعني أن نستثمر بلا وعي في أي شركة تقنية. لاحظ أنني تكلمت عن الإيرادات وليس عن الأرباح. فالخسائر قد تنخفض وتتحول إلى أرباح بصورة متسارعة كما في “أ” من الشكل التالي:

9. أو أن الشركة تستمر في الخسائر لفترة طويلة، على الرغم من انخفاض هذه الخسائر على مر الزمن (مثال “ب”). فالعبرة بنهاية الأمر بالأرباح وليس بالإيرادات. 

والأدهى من ذلك كله أن ترتفع الخسائر في المستقبل (مثال “ج”) بسبب مصاريف تسويقية لا مسؤولة.

10. وما بين النقيضين، هناك عدة أنواع من القطاعات والشركات.

مثلاً: أرامكو تستطيع زيادة إنتاجها من النفط دون استثمارات كبيرة، لوجود قدرة احتياطية في الإنتاج. وقس بذلك بقية الشركات.

Unable to load Tweets

أخر الإصدارات