بقلم هاني الدريع
الحياة لا تخلو من المشاكل والعثرات وخيبات الأمل، ومع التقدم بالعمر وتراكم الخبرات يكون اجتياز كل مشكلة هو بمثابة “مضادات حيوية” لعدم الوقوع بمشكلة مشابهة، وهي رصيد معلوماتي وقوة في معرفة أسباب الإخفاق قبل أسباب النجاح.
يقال من لا يعمل لا يُخطئ، أي أن المشاكل هي مرافقة لمن يعيش ويعمل في هذه الدنيا.
كيف نتعامل مع المشكلة ونضع لها الحلول؟
أولاً: الاعتراف بالمشكلة هو أول الطريق لحلها، إذاً فعدم التغاضي عنها يحلها، عدم تركها والتقدم إلى الأمام يزيلها، يجب علينا التحلي بالشجاعة والتواضع، وتحديد المشكلة قبل أن تكبر وتتفاقم ويصعب حلها.
ثانياً: عدم الأخذ دائماً بالحل السهل والأقرب لنا، فهو عادةً ما يكون حلاً مؤقتاً لا يفي بالغرض، ومن هنا جاءت نظرية التفكير خارج الصندوق، وهي إحدى الطرق المبتكرة لحل المشاكل.
مصطلح التفكير خارج الصندوق، دائماً ما يتطرقون إليه مدرّبي تنمية الموارد البشرية وتطوير الذات، وهو يعني إيجاد طُرق وحلول إبداعية خارجة عن المألوف، والمقصود بالصندوق ما تمتلكه من مقومات ومهارات ومعارف خاصة بك.
التفكير خارج الصندوق لن يلتفت له من لا مشكلة لديه، ومن تسير أموره بأريحية وسلاسة، بل هي طريقة الباحث الجاد عن الحلول، فقد ضاقت به جدران الصندوق ويسعى جاهداً للهروب من هذا الحصار.
الحل الإبداعي يحتاج إلى ورقة وقلم، وكتابة المشكلة وأسبابها، ووضع الحلول المناسبة لها، وحتى إذا لم نصل إلى حل نعيد الطريقة السابقة ونضع حلولاً للحل السابق، إلى أن نصل للحل الخارج عن المألوف.
لنفترض الآن أننا في قاعة محاضرات، نناقش مشاكل موظفيّ وموظفات القطاع الخاص، ومن المتوقع أن تكون المشاكل محصورة في ثلاث محاور :
-المدير المباشر.
-الراتب.
-ساعات العمل.
1) الحل المألوف لهذه المشاكل هو الاجتهاد في أداء العمل، وكسب رضى الإدارة، ثم المطالبة بالتعديل بالطرق الممكنة، بشكل ودّي لا يتعارض مع الأنظمة، وإن استعصى الحل تقدم شكوى لأخذ الحقوق التي يستحقها الموظف، وهذا طبعاً لا يعطي الحل المطلوب، بل السير وراء وعد كاذب و من الصعب أن يتحقق.
2) بعد التفكير خارج الصندوق، قد يكون الحل لهذه المشاكل هو البحث عن فرصة وظيفية ذات بيئة عمل مميزة، وأفضل من الحالية.
وهذا كثيراً ما يكون حلاً مؤقت، فقد يتعرض لضغط مدير مباشر آخر، وقد لا يزيد دخله بالشكل المطلوب.
3) ماذا لو كان الحل داخل الصندوق؟
على الموظف أن يسأل نفسه لماذا لا يكون هو المدير؟ ويضع الحلول لمن يعانون مثله الآن.
إذا كانت المنشأة التي يعمل بها متواضعة، ولا تستطيع أن تعطيه ما يطمح له من زيادة بالراتب والترقيات.
يعتبرها محطة تدريبية لأخذ الخبرة والانطلاق لما يريد.
وحتى لو كانت منشأة كبرى، أيضاً يجب على الموظف أن يسأل نفسه، ماذا ينقصني ليزيد راتبي وأترقى؟ فقد يكون الحل في التنمية الشخصية الذاتية.
بيدك أنت أولاً التفوق والمنافسة، بتغلبك على ظروفك، وتنمية ذاتك، وتطوير مهاراتك، ومحاولة الاستفادة من كل الأحداث وكل الأشخاص، يجب أن تتعلّم من المشكلة قبل حلها، ومن الموظف البسيط قبل المدير، يجب أن تتسلح بالعلم والمعرفة والذكاء الاجتماعي.
بعد أن تتأكد من قدراتك ومهاراتك، خُذ بزمام المبادرة وأعلن للجميع:
أنا موجود و أستحق الأفضل بعملي وإنجازاتي.
الحل قد يكون بتغيير نمط حياتك، والخروج من دوامة الروتين الخانقة، والتمرد على عاداتك التي تعيق تقدمك.