ما تعلمته في القيادة من جامعة هارفرد ملخص

ما تعلّمته في القيادة من جامعة هارفارد Harvard

بقلم عصام الذكير

– ملّخص برنامج للقيادة في هارفارد.

– أهم نقاط هارفارد عن أبرز قادة الشركات في كبرى الشركات العالمية.

– ماهي أبرز الصفات التي يجب توفرها في القائد؟

– هارفارد: القيادة هي الذكاء الاجتماعي.

خلال برنامج مكثّف للقيادة بجامعة هارفارد، ضمّت نخبة من قيادات أكبر الشركات العالمية مثل Apple و مايكروسوفت و Dell و سيتي بانك و Salesforce و Amazon وغيرها من الشركات العالمية، التي كان لها دور وقصص نجاح وفشل وتبادل الخبرات.

كانت الدّورة عبارةً عن خلاصة لأهم الدروس، ودراسة الحالة التي تُركّز على القيادة في التغيير بالشركات ونقل المعرفة، والتي كان من ضمنها استقبال ومقابلة رؤساء تنفيذيينَ للشركات التي تم دراستها مثل BestBuy و Chobani وغيرها، والتي كانت فعلاً خلاصة قصص وعِبَر من الشركات وكيفية مواجهة التغييرات.

للاستفادة الأفضل من مخرجات البرنامج، ومحاولة نقل المعرفة ونشر الفائدة والعلم، سيتم تقسيم المحاور إلى محورين:

1- شخصية القائد.

2- مجتمع القائد.

وسيتم شرح كل محور بالتفصيل. بحيث تعطي القارىء نظرة شاملة عن أهم النقاط التي تم الحديث حولها.

1- شخصية القائد:

وجدت الدراسات الحالات التي تم النقاش حولها، بأن نجاح المنظومة والشركة قائم بشكل كبير على شخصية القائد وحضوره، وترتكز شخصيته على عوامل مهمّة:

– معرفة القائد بنفسه: وفيها يَعرف القائد صفات قوّته، ويعرف أماكن ضعفه، ولا يسعى فقط لتقويتها ولكن لتغطيتها من أشخاص أقوياء.

وأهم عامل من معرفة القائد بنفسه مايسمّى Emotional Self Awareness أو الوعي الذاتي العاطفي، وفيه تكمن قوّة القائد في كسب العلاقات، وفهم العواطف، ودفع عجلة النمو في المنظومة.

– معرفة القائد بالوعي الاجتماعي: وفيها يَعرف القائد المنظومة كاملة وليس معرفته بإدارته ومعرفة قوة الإدارات الأخرى، ومعرفة كيف تعمل القطاعات الأخرى والشركاء المحليون والعالميون وكسب ودّ هذه العلاقات.

– التعاطف: وهي قدرة القائد على القيادة مع فهم سياق وتجارب الآخرين، والوعي بأفكارهم ونفسياتهم، ومشاعرهم، والقدرة على عيش وتجربة قصة شخص آخر كما لو كانت قصة القائد نفسه.

إدارة القائد الذاتية:

• الإيجابية: لم تجد هارفارد قائداً في منظّمة حكومية أو خاصة أو شركة فردية لم يكن ذو نظرة إيجابية حول عمله وإيمانه ومايدور حوله في أي موضوع أو مشقّة تمر عليه.

• ضبط النفس: القائد يمر بضغوطات كبيرة، قد لا تكون ظاهرة للموظفين أو الشركاء ولكن إمكانية ضبط

النفس والتركيز على حل المشكلة بدلاً من التوتّر حول مايمكن عمله أو لا.

• التكيّف: القائد لا يعلم مايقابله من تحدّيات أو تغييرات، ولكن أهم ميزة فيه هي كيفية التكيّف مع هذه المتغيّرات، والمضي دوماً في النمو.

• الإنجاز: القائد الحقيقي يبحث ويركّز على المخرجات والإنجازات حيث هي أفضل عائد.

إدارة العلاقات:

• القيادة المُلهمة: أبرز الشركات والمنظّمات التي حققت تغييرات هائلة ونمو كبير، كان خلفها قادة مُلهمين آمنوا بالرؤية وعملوا مع فرق العمل لتحقيق وتنفيذ هذه الرؤية بكل شغف.

• فريق العمل: العمل بشكل كبير مع فريق العمل لتحقيق النتائج المرجّوة.

التوجيه والإرشاد: القائد يستثمر وقته وعمله وجهده في التوجيه والإرشاد لفريق عمله، وأيضاً للغير، والهدف هو تطوير الكفاءات التي يعمل عليها ودعم الآخرين لتحقيق أهدافهم وأحلامهم.

• التأثير: وهي قدرة القائد على إحداث تأثير إيجابي على الآخرين سواء في بناء الأفكار، أو البيئة، أو الاهتمام، أو المحبّة، أو العطاء، أو البحث عن مصالح الآخرين الذاتية ودعمها.

– معرفة ماذا يريد القائد:

وجدت دراسات الحالة التي تم النقاش حولها نقطة مهمة، وهي معرفة القائد ماذا يريد. لأن هذا يسهّل عليه وعلى المنظّومة، وعلى فريق العمل تنفيذ المطلوب منهم.

وكل الرؤساء التنفيذيون الذين تمت دراسة أسباب نجاحهم وجدت أنهم يعرفون ستين إلى سبعين بالمئة مايريدون، ولا يعرفون كامل التفاصيل.

– الإلهام:

شخصية القائد الملهم لا تُنسى، ولذلك في كل الشركات التي نجحت كان القائد مُلهم بفكره، وعطائه، واهتمامه، وشغفه، و علمه، وعمله، وكان أول الناس عملاً، وأكثرهم إخلاصاً وليس فقط لفريق عمله ولكن للآخرين من الشركات والمجتمع.

– التطّور والتعلّم الدائم:

في أول يوم للرئيس التنفيذي لشركة BestBuy صارح موظفيه بكلمة كانت بالنسبة لهم شعار التواضع والعمل الجماعي:

(أنتم أقدم منّي في هذا العمل وتفهمون أموراً أجهلها، ولكن أملك الجرأة في التغيير واتخاذ القرار والدعم، لذا معاً سنصنع النجاح والتغيير).

القائد دائم التعلّم ويفهم كثيراً من الأمور، ولكن هناك أيضاً أمور يجهلها، لذا استماعه، وفهمه، وقراءته، ومحاولة التعلّم من الجميع هو سبيل للتطّور وخوض التجارب.

 وفهم الغير والاستفادة من جميع الموارد الموجودة: بشريةً، وعلميةً، وعمليةً.

2- مجتمع القائد:

• القيادة عبارة عن الذكاء الاجتماعي:

القائد لا يستطيع أن يعمل بمعزل عن فريق عمله وعن الإدارات الأخرى، وعن المنظمات الأخرى الحكومية والخاصة، وحتى عن المنافسين.

لذلك وظيفة القائد الأساسية كما وصفتها هارفارد: هي قدرة القائد على الذكاء الإجتماعي بزيادة الانتاجية، والتوافق وخلق الأثر والنمو والتعلّم، من خلال أطراف المعادلة جميعها (فريق العمل – مجلس الإدارة – الشركاء – العملاء – المنافسين – المجتمع – القطاع الحكومي) وخلق منفعة مشتركة للنمو.

قدم أحد المشاركين مداخلة وشرح فيها كيف أن شركة سامسونج وآبل يتنافسون في سوق واحدة ومنتجات متشابهة.

ولكن يستفيدون من بعضهم البعض لخلق السوق الصحيحة للجميع، والتبادل التجاري لبعض الابتكارات والقطع الالكترونية، وهو مفيد لهم رغم منافسة بعضهم البعض.

• العمل التجاري يصنع أثراً: هناك أبعد من الأرباح المالية بنظر الرؤساء التنفيذيين الذين قابلناهم، يرون الأثر في المال والمجتمع، وفي صحة العاملين وجودة حياتهم، وفي عوائلهم ونمو تعليمهم، وفي بناء حياة كريمة للعاملين فيها، وأثر تجاري ومالي أيضاً بمساهمة العاملين بنجاح الشركة.

لذا كان أكثر القادة نجاحاً أقربهم لأصغر موظف في المنظومة. لأنه يشعر بالعائلة والمحبة والاهتمام ويتفانى بالعمل والنمو والإخلاص.

• القائد جاذب للنمو:

القائد جاذب للعلم والعمل والتنفيذ. وهو يرى بعين (الخير يمكن أن يشمل الجميع). وبنظرة أن زكاة العلم نشره.

 لذا كان التبرّع من وقت القائد في المنظمات الكبرى من خلال: الحملات العلمية، ونشر المعرفة، والتوجيه، والإرشاد، والعطاء للمجتمع. مثال يحتذى به للموظفين جميعاً.

القائد يعلم أن بتعليمه الآخرين وعطائه من العلم والوقت، يصنع بذلك قادة آخرين قادرين على نمو المجتمعات والاقتصاد.

يؤمن أن القمة تسع الجميع، وأن النجاح مُعدي، وأن زمن الإنسان في هذه الحياة قصير ومكتوب، ولكن ممكن أن يمتد لسنوات وأجيال متى ما ساهم في بناء الإنسان والمجتمعات.

• زرع ثقافة الإبداع والابتكار والمحبة:

جميع الشركات التي نجحت لم تنجح بسبب شخص، ولكن كانت المنظومة تعمل بتناغم واتفاق واختلاف أيضاً، ولكن كانت هناك مبادئ دُنيا بُنيت عليها النجاحات خطوة خطوة. وهذا أصعب شيء اتفق عليه القادة (كيف يبنون ثقافة الشركة ويستمرون في النمو؟)

خاطرة:

بنهاية البرنامج كانت لي الفرصة وفخر المشاركة بشرح أبرز التغييرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية في رؤية المملكة لغاية عام ألفين وثلاثين وكيف واجهت المملكة جائحة كورونا.

 ينظر العالم إلينا بأننا بلد عظيم بقيادته، بشغفه ، برؤيته، بحلمه، ونسائه، بشيبه وشبابه.

تكلّمت وكلّي فخر واعتزاز ومحبّة للمملكة قيادةً وشعباً ،نساءاً ورجالاً، قطاع حكومي وخاص.

انبهار الجميع كان يُقابله ابتسامة بأننا ببداية الطريق والحلم.

اقتصاد قوي، قيادة عظيمة، قبلة المسلمين، إرث تاريخي وثقافي وتجاري، تحوّل تقني، انفتاح عالمي ثقوا بالله، بوطنكم، بقيادتكم ، باقتصادكم ، بشعبكم فالناس جميعها تنظر لكم.

Unable to load Tweets

أخر الإصدارات