بقلم عبدالله العبدلي
لماذا نجلس على الجوال بتركيز عالٍ ساعات طويلة متواصلة بدون ملل؟، ووقت الدراسة أو العمل لا نستطيع أن نستمر مدة طويلة بدون أن نتشتت ونفقد تركيزنا؟ كيف يمكن أن نتغلب على هذه المشكلة ونزيد من تركيزنا في الأشياء التي نريدها؟
بالبداية عندنا نوعين من التركيز يجب أن نعرفهم ١- تركيز مبعثر ، ٢- تركيز موجه.
١- التركيز المبعثر: تحاول أن تعمل أكثر من أمرٍ في نفس الوقت، وتقسم تركيزك عليهم كلهم، مثلاً تحاول أن تركز بشيء لكن عقلك يفكر بشيء ثاني، وهذا الذي يحدث لأغلب الناس لأننا نعيش بعصر سريع.
حسناً، لماذا هذا النوع من التركيز؟ طبيعة العقل أنه سيء في التبديل بين المهام المتعددة في وقت واحد، و يستهلك طاقة كبيرة بالتبديل بين المهام وتحليلها وهكذا تهدر الطاقة العقلية.
– التركيز الموجه: هنا توجه تركيزك وانتباهك على مهمة واحدة، مع تجاهل باقي المهام والمشتتات الأخرى، وهذه طريقة التركيز التي تحاول أن تتعلمها وتطورها لأنها المفيدة.
كيف نقلل و نتجنب التركيز المبعثر؟
أولًا: حاول أن تبعد كل المشتتات و عواملها و تجنب المحفزات التي تقلل من تركيزك – مثال بسيط يمكن أن يشرح الطريقة: نفترض عندك 5 وحدات للتركيز، وسوف تقرأ كتاب وتضع الخمس وحدات كلها في القراءة وتركيزك تمام.
فجأة؟ دخل عليك أحد من أهلك وقال لك الأكل سيكون جاهزاً بعد 45 دقيقة، تلقائياً وحدة من الوحدات تتأثر وتبدأ تنتقل للتفكير بالأكل، ولكي ترجع الوحدة للقراءة مع باقي الوحدات تأخذ وقت، و هنا تهدر طاقة وجهد في هذه العملية.
وفي وقتنا الحالي أكبر مشتت هو “الجوال” لأنه يوجد فيه إشعارات كل فترة، لذلك سيقل تركيزك، لو كان عندك عمل مهم أو دراسة، أهم نصيحة أبعد جوالك عنك بحيث يكون في مكان لا تلاحظه وتنشغل به، و قِس على هذا المشتت أشياء كثيرة أخرى لكن أبسط مثال كان الجوال.
الهدف من هذا كله أن تعرف ما الذي يشتتك ويقلل من تركيزك وتبعده عنك، وأكيد المشتتات تختلف من شخص لآخر، و من العوامل المهمة أيضاً جودة النوم، يحتاج البالغون من 7-9 ساعات نوم لتحسين جودة التركيز لديهم.
التمارين أيضاً لها دوراً مهماً ويجب أن تكون مدرجة بروتينك، بسبب إفرازات النواقل العصبية مثل الدوبامين و السيروتونين التي تساعد في عملية التركيز، الماء والغذاء السليم يلعبون دوراً مهماً في عمليات التركيز وخصوصاً شرب الماء بكميات كافية،
“إذا كنت تريد أن تركز بشكل أفضل اهتم برعاية جسمك وأكلك”.
والأن دعونا نتفق أن التركيز مهارة نستطيع أن نكتسبها ونتدرب على اكتسابها. ومن العمليات المساعدة في اكتسابها: – الألغاز – العمليات الحسابية – ألعاب الذكاء.
و من التطبيقات اليومية: حاول يومياً أن تصب تركيزك في مهمة معينة حتى لو لمدة ١٠ دقائق، وبعدها فقدت التركيز، في اليوم الثاني كررها و سترى نفسك مع الأيام تتحسن.
