بقلم: عُمير
الفتاة التي تشاهدها في الفيديو تعرفت على هذا الشخص عن طريق برنامج تندر، وهو موقع تعارف، لكن للأسف، إذ إن هذا المقطع كان آخر مرة شوهدت فيه هذه الفتاة.
”قبل أن أبدأ، الحساب متخصص بالثريدات اليومية، تجده في المفضلة بشكل مرتب، يوجد أكثر من 90 ثريدٍ متنوعٍ”
في سبتمبر من عام 2018، تخرجت قريس ميلين من جامعة لينكون في بريطانيا، وكان عمرها 22 سنة، وقررت أن تأخذ استراحة لمدة سنة تسافر فيها حول العالم.
كانت رحلة قريس الأولى للبيرو، ومن بعدها توجهت إلى أوكلاند في نيوزيلندا. ومن هنا بدأت أحداث القصة.
بعد وصول قريس إلى أوكلاند بيومين انقطع تواصلها مع أهلها، ولا يوجد أي تحديث على حساباتها على السوشيال ميديا.
والد قريس اتجه إلى أوكلاند، وتم الإبلاغ عنها على أنها مفقودة، وبدأت السلطات بالبحث عنها.
ركزت السلطات على كاميرات المراقبة الموجودة حول فندق قريس، وبدأت تتضح لهم الأمور.
من كاميرات المراقبة استطاعوا أن يحددوا اليوم الذي اختفت فيه قريس.
خرجت قريس من الفندق، واتجهت إلى منطقة اسمها سكاي سيتي،
وهي منطقة مليئة بالمطاعم والحانات. قريس التقت شخصاً وحضنته كما هو واضح في لقطات كاميرات المراقبة، لكن مَن هذا الشخص؟ ومن أين تعرفه!؟
هذا الشخص تعرفت عليه قريس عن طريق تندر، اسمه جيسي، في البداية شربا مع بعضهما في أحد الحانات، وبعدها اتجها إلى أحد المراقص، بعدها غادرا بالأحضان كما هو موضح في لقطات كاميرات المراقبة واتجها إلى شقة جيسي.
كان من الواضح للسلطات أن جيسي المشتبه به الرئيسي في اختفاء قريس.
جيسي كان يحاول أن يظهر نفسه دائما على السوشيال ميديا على أنه شخص ناجح، وأنه يدير عمله الخاص.
لكن في الحقيقة أنه كان كل فترة يُفصل من وظيفته لسوء سلوكه، في اليوم الذي التقى فيه قريس فُصل فيه من عمله، كان يعمل في محل اتصالات، لكن قريس لم تكن تعرف كل هذا، انخدعت بالبروفايل الملمع.
السلطات استدعوا جيسي وسألوه عن قريس، قال إنه لا يدري، وأنها غادرت الشقة، ولم يقابلها أبدا بعد تلك الليلة.
طبعا لا يوجد أي لقطات لقريس وهي تغادر المبنى، من الواضح أن جيسي يكذب، فبدأت الشرطة بمراقبة تحركاته على كاميرات المراقبة، بعد الليلة التي كان فيها مع قريس.
كانت تحركاته في اليوم التالي غريبة، في البداية اشترى حقيبة سفر، وبعدها اشترى مواداً ومعقمات نظافة، ووضعها في شقته، وبعدها أخذ تكسي، واستأجر سيارة.
بعد ذلك خرج مع فتاة التقاها على تندر أيضا، لكن لم يعجبها، وغادرت وتركته، بعدها استأجر ماكينة تنظيف للفرش وأخذها لشقته.
طبعا أخذ ماكينة التنظيف، واتجه لشقته، وبعد مرور بضع ساعات خرج من الشقة ومعه حقيبتين، أخذهما بسيارته، واتجه نحو أحد المحلات، وأخذ مستلزمات الحفر، واختفى عن الكاميرات، بعدها وبعد خمس ساعات، عاد إلى شقته، وبدأ يرمي الأكياس وينظف، وراح يغسل السيارة. طبعا هذه التصرفات واضحة للسلطات.
تم إلقاء القبض على جيسي والتحقيق معه، طبعا كان يقول: إنها كانت عنيفة معه، وإنه لم يكن مرتاحا لها، وإنه لما صحا وجدها ميتة.
لكن كذبته لم تخفَ على السلطات، واتهموه بقتل قريس. فتشت السلطات جوال جيسي واتضح لهم كل شي.
في نفس الليلة التي كانت معه قريس وفي آخر الليل كان يبحث عن غابات خارج أوكلاند تقريبا بعد أن قتلها، وفي اليومين التاليين بدأ يبحث عن اسمها وعن عائلتها، تم العثور على جثة قريس مدفونة في إحدى الغابات، وأثناء المحاكمة كان جيسي يقول إنه غير مذنب.
أثناء المحاكمة شهد ثلاث سيدات بأنهنَّ سبق وخرجنَّ مع جيسي عن طريق تندر، وأنه شخص عنيف، ومن الممكن أن يقوم بقتل الفتاة، وأنه كان يسئ لهنَّ.
تمَّ الحكم عليه بالسجن المؤبد، وإدانته بتهم اغتصاب وتحرش أخرى.
انتهى وأعتذر عن الإطالة❤️.