مدخلٌ إلى الفلسفةِ الرواقية1   ملخص

مدخلٌ إلى الفلسفةِ الرواقية.

كيف تساهم الفلسفة الرواقية في تغييرِ حياتكَ وتجعلكَ تنظر لها نظرةً قانعةً وراضيةً عابراً مصاعبها ومآسيها؟

‏الفلسفة الرواقيةُ هي فلسفةٌ أخلاقيةٌ نشأتْ في اليونان على يدِ زينون الكيتومي في القرنِ الثالثِ قبل الميلاد وهي فلسفةٌ عملية، أي أنها تستهدفُ تطبيق تعاليمها في الحياة اليومية، وتحثُّ على مواجهةِ الصعوباتِ والنهوض من الفشل.

‏تقوم الرواقيةُ على قاعدةِ “دع عقلكَ يتحكم بمشاعركَ ويسيطر عليها وقت الفرح والحزن” لأنك إن تركتَ مشاعركَ المضطربةَ تسيطرُ على شخصيتك وعقلك لم تتمكن من السيطرة على حياتكَ وستعيشُ رهن تقلبات مزاجك.

‏كذلك تدعو الرواقيةُ إلى تقبلِ القدرِ الذي هو مكتوبٌ من عندِ الله، وأفضلُ طريقِ لمواجهةِ الكارثةِ الشخصيةِ هو التجلدُ والصبرُ في مواجهتها وأنْ على الإنسان أن يستعدَّ لكلِّ شيء”موتُ صديق، فقدانُ ثروة” لأن كل شيء قد يحدث في الحياة وأنت لست بمعزل عنها، باختصارٍ لا تتصورْ أن لك مزيّةً عن الآخرين عند الله.

الرواقية

‏لكن تقبّلَ القدرِ لا يعني الاستسلامُ لمصائبِ الدنيا، بل تحويلُ هذه المصيبة إلى أداةِ قوة، كيف يحدث ذلك في الوقت الذي تدعو فيه إلى الرضا بالقدر؟
حسناً الجواب هو:

الرواقية تقول إنّ الأحباء والثروة والصحة هي حاجات لا يمكن لنا التحكم فيها، والأهم هو وجود الحكمة في عقلنا والفضيلة في أخلاقنا.

‏أي أن الرواقيةَ ببساطةٍ تشجعكَ على مواجهةِ الحياةِ، لكن بعد أن تقومَ بسلبِ الحياةِ من أسلحتها التي تؤلمك بها “الثروة، الصحة، الأحباء” حينها ستصبح أنت وعقلكَ الذي يفيضُ حكمةً وسيطرةً على مشاعرك أقوى من الحياة، وتصبح الماديات مجردُ كمالياتٍ إذا أتتكَ فرحتِ باعتدالٍ وإذا ذهبت عندك حزنت باعتدال.

‏هناك قاعدةٌ رواقيةٌ مهمةٌ وهي “الجأ لذاتك” .. اهتم بصحتكَ النفسية، طور معارفك، ففي نهايةِ اليومِ سيذهبُ عنكَ الجميعُ وتبقى أنت مع نفسك، فإذا كانت ذاتكَ غير صالحةٍ عانيت من الحزن، والقاعدة الأخيرة “إذا كنت راضياً على نفسك، منسجماً مع ذاتك لن تستطيع أكبر قوةٍ أن ترغمك على شيء”.

Unable to load Tweets

أخر الإصدارات