بقلم الدكتور سعود السلوم
مرت ثلاث سنوات منذ أن بدأتُ عادة التأمل “Meditation”
وبسببها تغير مزاجي 180درجة للأفضل، ولكل من يقول أنه قام بتجربتها ولم يلقَ فائدة، فمن المؤكد أنك قمت بتطبيقها بشكل خاطئ.
هذه السلسة من التغريدات توضح الطريقة الصحيحة للتأمل وفوائده.
بدايتي مع التأمل كانت بعد أن نصحني بها أحد الزملاء عندما لاحظ التوتر المستمر فبدأت اقرأ عن التأمل واتّضحت لي فكرته.
وهي أن تقرر أن تكون متصالحاً مع نفسك، وتتعرف عليها وتنسى مشاكلك والعالم الخارجي لبضع دقائق.
كانت الخطة أن أُرغمَ نفسي على التأمل يومياً لمدة شهر كامل وذلك لمدة 10 دقائق كحد أدنى، وفعلاً بدأت وأصبحت أتأمل كل صباح هذه المدة قبل العمل مهما كنت على عجلة من أمري.
في البداية استخدمت أحد التطبيقات ويسمونها guided-meditation وهو عبارة عن شخص يتكلم بحيث يساعدك على الاسترخاء.
بعد أن مرّت نصف المدة ( ١٥ يوم ) شعرت بالغرابة تجاه بعض الأشياء.
•لاحظت بأن تركيزي زاد بشكل ملحوظ
•أصبحت أغفو فور ذهابي إلى السرير
•نسيت الأرق بعد معاناة طويلة
تحمست وتشجعت أن أكمل، وقمت بزيادة المدة إلى 20 دقيقة.
وبدأت استغني عن التطبيق الذي كنت استخدمه، لأنني اكتسبت القدرة على إرخاء أي عضلة أركز عليها بعقلي بعد ان اعتدت على هذه العادة في المدة التي قضيتها.
ولعلها رمية من غير رامي، تعدلت طريقة جلوسي الـ posture بشكل كامل، وتخلصت من عادة الانحناء وقت الجلوس والألم الذي يصاحبه.
لم أكن أتخيل أن ضعف تركيزي كان سببه التوتر، لدرجة أنني كنت في فترة أذهب إلى المطبخ وانسى ما كنت أريد، كأن عمري 70سنة.
فتركيزي مع التأمل ازداد بشكل مخيف، وهذا الشيء في حد ذاته جذبني للتأمل أكثر وأكثر.
نوبات الهلع انعدمت لدي، التذبذبات النفسية وحالات الحزن المفاجأة أصبحت خفيفة جداً، حتى تعاملي مع من حولي تغير للأفضل.
قدرتي على الدراسة لمدة أطول أصبحت أضعاف السابق، لأنني تخلصت من التشتت الذهني الذي كنت أعانيه.
أصبحت قادراً على تحليل المواقف بوضوح، وأصبحت أفكاري أكثر تشعب.
شهر واحد فقط وكانت هذه النتائج وكان السر هو الاستمرار، فلو تأملت ساعة لثلاث مرات في الأسبوع لن تكون الفائدة مثل ٥ دقايق يومياً.
تكلمت سابقاً عن العادات وأنك تحتاج ٢١ يوم لكي تكوّن عادة، ومَن يستطيع أن يستمر ٢١ يوم عليها، يستطيع أن يحقق نتائج تجعله لا يتخلى عن التأمل أبداً.